في عالم التداول المعقّد والمليء بالتقلبات، ليس كافياً الدخول إلى السوق عشوائياً والاعتماد على الحظ، فكل متداول يسعى إلى استراتيجية تداول ناجحة تكون بمثابة خريطة طريق واضحة توجهه نحو تحقيق الأهداف، ومن هنا تأتي أهمية أنواع استراتيجيات التداول المختلفة التي يمكن أن يختارها المستثمرون أو المُضاربون، سواء كانوا يعملون في الأسهم أو السلع أو استراتيجيات تداول الفوركس، إذا كنت مبتدئاً وتتساءل عن كيفية وضع استراتيجية تداول ممتازة للمبتدئين فأنت في المكان الصحيح، سنشرح في هذا المقال من مدونة LDN ما خصائص الاستراتيجية الناجحة لتتمكن من اختيار الأنسب لطبيعتك ووقتك وأهدافك.
معنى الاستراتيجية
اشتقت كلمة الاستراتيجية من الكلمة اليونانية (strategos) أى فن القيادة لذا فهي ترتبط بالمهام العسكرية فى عهد الديمقراطية الأثينية، وقد عرفت فى القواميس بأنها (علم تخطيط العمليات العسكرية وتوجيهها).
تطور مفهوم وتعريف كلمة استراتيجية عبر مختلف عصور التاريخ وفقا لاختلاف وتطور التقنية في كل عصر عن الآخر، ووفقًا لتباين المدارس الفكرية والسياسية لكل قائد أو مفكر، ومن ثم تعددت استخداماتها في جميع العلوم الاجتماعية والإدارية والسياسية وغيرها.
فى حقل الإدارة لم يتفق على تعريف شامل محدد للاستراتيجية، فمنهم من قال أنها الغايات ذات الطبيعة الأساسية، ومنهم من قال بأن تحديد الأهداف والغايات البعيدة المدى مع تخصيص الموارد لتحقيق تلك الأهداف والغايات وغير ذلك من التعاريف.
بصفة عامة يمكننا القول أن الاستراتيجية تعرف بأنها عبارة عن خطط أو طرق توضع لتحقيق هدف معين على المدى البعيد اعتمادًا على التكتيكات والإجراءات فى استخدام المصادر المتوفرة فى المدى القصير.
استراتيجيات المضاربة
إذا طبقنا تعريف مصطلح الاستراتيجية على عالم المضاربة نجد أن الاستراتيجية تعنى استخدام أسلوب أو مجموعة من الأساليب المجربة أو المؤشرات المركبة المتداخلة معًا بحيث تشكل مجموعة واحدة تعطى إشارات دخول وخروج مع بعض أثناء وقت التداول، مع وضع قواعد وشروط محددة لتنفيذ هذا الأسلوب وتحقيق أقصى ربح، وأى استراتيجية فى السوق يختارها المضارب ليمارس بها تجارته فى البورصة لن تكون ناجحة حتى يتوفر فيها بصفة عامة شرطان أساسيان:
- أن تحقق الاستراتيجية أرباحًا واضحة وبشكل مستمر بغض النظر عن الزيادة والنقصان.
- أن تحمى تلك الاستراتيجية رأس المال والأرباح من الضياع.
خصائص الاستراتيجية الناجحة
الاستراتيجية الناجحة هي التي توفق الى اختيار الوسيلة أو الوسائل الأجدى بين كافة الوسائل المتاحة للوصول إلى هدفها، أى التى تنجح فى تحقيق وتأمين التوافق والتلاؤم بين الوسيلة والهدف، ولكى يكون اختيار الوسيلة ناجحًا فمن الضرورى عمل دراسة واعية للموقف بشتى جوانبه مع تحليل عميق للتأثيرات الحاسمة التى يمكن أن تحدثها الوسيلة المختارة لتحقيق الهدف، ويقتضى هذا إنشاء مخطط استراتيجي يتضمن كافة الأعمال الممكنة وردود الأفعال المتوقعة عليها لوضع الحلول المناسبة كى يكون المخطط الاستراتيجى مترابط الأجزاء قادر على مواجهة أى مفاجآت أو ردود فعل غير ملائمة أو سيئة التأثير لضمان حرية العمل للخطة الاستراتيجية.
تهدف استراتيجية التداول الناجحة بالنسبة للمضارب إلى جعل عملية التداول عملية واضحة المعالم وهادفة ومحددة الخطوات، بحيث يستطيع الحصول على سهمه بالسعر الذي يراه مناسبًا وفقًا لاستراتيجيته الموضوعة، فهو يركز على هدف معين هو انتظار الإشارة للدخول أو الخروج، وعندما يكون لديه دخول واضح وهدف واضح ووقف خسارة واضح، هذا يجعل عملية التداول سهلة وواضحة، ويجعله يعرف لماذا دخل ولماذا خرج ولماذا ربح أو خسر، ويحدد له متى يدخل، ومتى يخرج من السوق، وعند أى سعر يشترى أو يبيع السهم، وما هى حجم الأموال التى يبدأ به كما أن وجود استراتيجية تداول ناجحة محددة يبعده عن اتباع توصيات غير موثوق بها.
قواعد أساسية لأي استراتيجية تداول ناجحة
تتلخص قواعد الاستراتيجية الناجحة فيما يلي:
1- الأموال المستثمرة أو المضارب بها يجب ألا تتعدى 50% من مجموع رأس المال كحد أقصى، فالمبلغ المستثمر للأفراد فى البورصة يجب ألا يفوق نصف الأموال السائلة المودعة في حسابات التوفير والودائع البنكية.
2- الحد الأقصى لأي مركز فى وعاء استثماري معين (سهم أو سلعة ما) يجب ألا يتجاوز 15% من المال المخصص للمضاربة والاستثمار.
3- إجمالى الاستثمار فى قطاع أعمال معين أو فى سوق معينة يكون فى حدود 25% من مجموع الاستثمارات، ولا يفضل الدخول فى أكثر من خمس أسواق مختلفة خلال تنويع المحفظة الاستثمارية.
4- أقصى حد للخسارة فى عملية معينة يجب ألا يتجاوز 10% من إجمالي الأموال المستثمرة.
5- يتوقف نجاح الاستراتيجية على الشخص الذي يستخدمها، وبعبارة أخرى يمكن أن تحقق معك خسائر، بغض النظر عن مدى كفاءة وعبقرية الاستراتيجية ذاتها.
6- لا تصلح جميع الاستراتيجيات لكل ظروف السوق.
7- لا تلتزم باستراتيجية معينة بالدرجة التى تجعلك لا ترى حقيقة أنك تخسر أموالك، فالمال هو السجل الذي يحدد مدى تحقيق الاستراتيجية التي تسير عليها للأهداف المرجوة منها.
بعدما تعرفت على قواعد الاستراتيجية الناجحة، فيما يلي سنعرض عليك مجموعة مختلفة من الاستراتيجيات التي يمكنك الاختيار من بينها ما يناسبك كمتداول، هذه الانواع يمكنك استخدامها لتداول الأصول المختلفة واستعمالها سواء كاستراتيجيات تداول أزواج العملات، الأسهم، أو الذهب وغيرهم من الأصول.
أنواع استراتيجيات التداول
تتنوع استراتيجيات التداول بحسب أسلوب المتداول وأهدافه ومدة احتفاظه بالصفقات، لكل نوع طريقته الخاصة في تحليل الأسواق واتخاذ القرار، فيما يلي سنتعرف على أبرز الاستراتيجيات التي يجب أن يعرفها كل متداول، مع توضيح مميزات ومخاطر كل نوع لتتمكن من اختيار استراتيجية تداول ممتازة للمبتدئين حسب تحليل الأنواع:
1. التداول الإخباري
يرتكز هذا النوع من التداول على متابعة الأخبار الاقتصادية والسياسية التي تحرك الأسواق مثل قرارات الفائدة أو نتائج أرباح الشركات.
يهدف المتداول إلى الاستفادة من التحركات السريعة التي تلي صدور الأخبار، إلا أن هذه الاستراتيجية تتطلب سرعة عالية في اتخاذ القرار ومعرفة جيدة بتأثير الأخبار على الأسعار.
- المميزات: فرص ربح سريعة ومتكررة.
- المخاطر: صعوبة التنبؤ برد فعل السوق والتوتر الناتج عن السرعة المطلوبة.
2. تداول الاتجاه
تعتمد هذه الاستراتيجية على متابعة الاتجاه العام للسوق، سواء كان صاعد أو هابط.
يستخدم فيه المتداول مؤشرات فنية مثل المتوسطات المتحركة لتأكيد الاتجاه والبقاء في الصفقة حتى يظهر إشارة انعكاس واضحة.
- المميزات: بسيطة ومناسبة للمبتدئين.
- المخاطر: الانعكاسات المفاجئة قد تسبب خسائر.
3. التداول في النطاق
تُستخدم هذه الاستراتيجية عندما تتحرك الأسعار داخل نطاق محدد، فيشتري المتداول عند الدعم ويبيع عند المقاومة. وهي تتناسب أكثر مع الأسواق الهادئة التي لا تشهد اتجاه واضح.
- المميزات: سهولة التنبؤ بحركة السعر.
- المخاطر: الاختراق المفاجئ للنطاق المحدد قد يؤدي إلى خسائر.
4. التداول اليومي
يقوم المتداول فيه بفتح وإغلاق جميع صفقاته خلال نفس اليوم، ليستفيد من تقلبات الأسعار قصيرة الأجل. هذه الاستراتيجية تحتاج إلى تركيز ومتابعة لحظية للأسواق.
- المميزات: أرباح سريعة وتجنب مخاطر السوق الليلية.
- المخاطر: ارتفاع تكاليف التداول ويسبب التداول اليومي ضغط نفسي كبير.
5. التداول في نهاية اليوم
يركز المتداول في هذا النوع على تحليل بيانات السوق قبل الإغلاق، مثل أسعار الإغلاق وأنماط الشموع اليومية.
- المميزات: لا تحتاج إلى متابعة مستمرة.
- المخاطر: احتمالية الفجوات السعرية الكبيرة تزيد من مخاطر هذا النوع.
6. التداول المتأرجح (Swing Trading)
يحتفظ المتداول في هذه الاستراتيجية بالصفقات لعدة أيام أو أسابيع للاستفادة من تغيرات الأسعار. يجمع هذا النوع بين مرونة التداول قصير الأجل واستقرار التداول طويل الأجل.
- المميزات: أرباح متوسطة المدى ومرونة في الوقت.
- المخاطر: تأثر المراكز بالأحداث المفاجئة خلال فترات الاحتفاظ.
7. التداول السريع (Scalping)
هذا النوع يعتمد على تنفيذ عدد كبير من الصفقات في فترات قصيرة،وذلك لتحقيق أرباح صغيرة ولكن متكررة مستفيدًا من تحركات الأسعار التي في الأغلب تكون بسيطة.
- المميزات: فرص ربحه متكررة وانخفاض المخاطر الزمنية.
- المخاطر: ارتفاع تكاليف العمليات والحاجة إلى تركيز عالٍ اثناء التداول وعند اختيار الصفقات المناسبة.
8. التداول بالتمركز (Position Trading)
هو أسلوب طويل الأجل يحتفظ فيه المتداول بصفقاته لأسابيع أو أشهر، ويكون معتمد فيها على التحليل الأساسي والاتجاهات الاقتصادية الكبرى.
- المميزات: مناسب للمستثمرين الذين لا يملكون وقت للمراقبة اليومية.
- المخاطر: تعرض المراكز الطويلة لتقلبات غير متوقعة.
9. تداول الفجوات السعرية
يتم فيه التركيز على الاستفادة من الفجوات السعرية التي تحدث بين إغلاق السوق وافتتاحه في اليوم التالي، والتي تحدث عادة نتيجة الأخبار أو التقارير القوية.
المميزات: تحقيق أرباح سريعة من الحركات السعرية الحادة.
المخاطر: انعكاسات غير متوقعة وصعوبة التنبؤ بما سيحدث بشكل دقيق.
10. التداول الآلي
يتم تنفيذ التداول الآلي عبر خوارزميات مبرمجة تحدد متى تفتح ومتي تغلق الصفقة، وفق شروط معينة كالسعر، الحجم أو الوقت.
- المميزات: سرعة التنفيذ والانضباط دون تدخل عاطفي.
- المخاطر: أعطال تقنية أو نتائج غير دقيقة بسبب تغير ظروف السوق.
11. التداول بحركة السعر
يركز على قراءة الرسوم البيانية وملاحظة الأنماط السعريّة دون الاعتماد على المؤشرات الفنية؛ ويعتمد ايضًا على دراسة سلوك السوق ومستويات الدعم والمقاومة.
- المميزات: الوضوح والبساطة في اتخاذ القرار.
- المخاطر: اعتماده على الخبرة الشخصية ،وقد يختلف تفسير الأنماط من متداول لآخر.
اختيار استراتيجية تداول ناجحة ومناسبة يعتمد على شخصية المتداول ووقته ومدى تحمله للمخاطر، فالتداول ليس مجرد قرارات عشوائية، هو خطة مدروسة تنسجم مع أسلوبك وأهدافك في السوق ومهما كانت استراتيجيتك او نوع التداول الذي تفضله، يمكنك التداول به مع LDN Global Markets أفضل وسيط مالي هيوفرلك كافة عناصر التداول الناجح بغض النظر عن استراتيجيتك.





Muchas gracias. ?Como puedo iniciar sesion?