بدأت العقود الآجلة للأسهم الأميركية تعاملات الأربعاء على استقرار نسبي مع ترقب المستثمرين لقرار الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. التراجعات السابقة في المؤشرات الرئيسية، وهبوط الدولار إلى أدنى مستوى في عام، أظهرت بوضوح حالة الحذر في السوق. وفي حين تراجعت أسهم إنفيديا بفعل تقارير عن ضعف الطلب في الصين، تلقت أسهم أوراكل دعماً بعد أنباء عن مشاركتها في تحالف استثماري يضمن استمرار نشاط “تيك توك” داخل الولايات المتحدة.
الأسواق حالياً تسعّر خفضاً مؤكداً للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مع احتمال ضعيف لخفض أكبر يصل إلى 50 نقطة أساس. ضعف بيانات سوق العمل كان عاملاً رئيسياً وراء هذه التوقعات، في حين لا يزال التضخم المرتفع يمثل تحدياً للفيدرالي. الأنظار تتجه إلى تصريحات جيروم باول وتحديث “الرسم النقطي” الذي قد يحدد اتجاه السياسة النقدية المقبلة وكيفية موازنة الفيدرالي بين دعم النمو والحفاظ على استقرار الأسعار
في بريطانيا، استقر التضخم عند مستوى 3.8% في أغسطس، أي ضعف مستهدف بنك إنجلترا تقريباً. ورغم ثبات القراءة، فإن المعدل المرتفع يبقي على احتمالية تثبيت الفائدة في اجتماع الخميس. استمرار ارتفاع الأسعار يضغط على الأسر البريطانية، ما يعقد قرارات السياسة النقدية للبنك المركزي ويزيد من صعوبة التوازن بين السيطرة على التضخم ودعم النمو.
أما في أسواق السلع، فقد تراجع الذهب من مستوياته القياسية بنسبة 0.6% إلى 3667 دولاراً للأونصة مع ترقب قرار الفيدرالي، بينما سجل النفط انخفاضاً طفيفاً بعد مكاسب قوية بالأمس مدفوعة بمخاوف من تعطل الإمدادات الروسية جراء الهجمات الأوكرانية على موانئ ومصافي حيوية. هذه التحركات تعكس حالة الحذر التي تسيطر على الأسواق العالمية بانتظار وضوح مسار الفائدة الأميركية خلال الفترة المقبلة.
في المقابل، يتعرض الدولار الأميركي لضغوط، لكن مؤسسة كابيتال إيكونوميكس ترى أن الاستقرار هو السيناريو الأرجح بعدما سعّرت الأسواق معظم احتمالات التيسير بالفعل. الاقتصاد الأميركي لا يزال أكثر متانة نسبياً من نظرائه في أوروبا وآسيا، في حين أن الطفرة الاستثمارية في الذكاء الاصطناعي تمنح دعماً إضافياً للنمو والدولار. الفوارق في أسعار الفائدة تظل عاملاً لصالح العملة الأميركية، لكن المخاطر قائمة في حال حدوث ركود أعمق أو زيادة الضغوط السياسية على الفيدرالي، وهو ما قد يغير المشهد ويضغط على الدولار أمام عملات كبرى مثل اليورو والين.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.
