شهدت الأسواق العالمية بداية أسبوع مضطربة بعد تصعيد جديد في الملف التجاري. أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم إلى 50%، مما أعاد المخاوف من اندلاع حرب تجارية واسعة النطاق. ,وسارعت الصين برفض الاتهامات الأميركية بانتهاك اتفاق جنيف، وهددت بإجراءات دفاعية، بينما أكد الاتحاد الأوروبي استعداده للرد بالمثل. هذا التصعيد ضرب ثقة المستثمرين، خصوصًا مع إعلان واشنطن رسميًا عن توقف المفاوضات مع بكين.
الأسواق الأميركية افتتحت أولى جلسات الأسبوع على تراجع، حيث خسر مؤشرا “ناسداك” و”ستاندرد آند بورز” جزءًا من مكاسبهما المحققة في مايو. بينما جاء التراجع نتيجة مباشرة لتخوف المستثمرين من تأثير التوترات التجارية على وتيرة النمو العالمي. أما في أوروبا فقد تراجع مؤشر Stoxx 600 بنسبة 0.5%، وتكبدت بورصات كبرى مثل فرانكفورت وباريس خسائر مماثلة. وكانت أسهم القطاعات التصديرية، وعلى رأسها السيارات والسلع الفاخرة، من بين الأكثر تضررًا. حيث فقد سهم Stellantis نحو 3%، بينما تراجعت مرسيدس، BMW وفولكسفاغن بما يزيد عن 1.5%.
رغم التراجع العام، وجدت بعض القطاعات دعمًا من التوترات الجيوسياسية. أسهم شركات الطاقة ارتفعت مدفوعة بصعود أسعار الخام بعد قرار أوبك+ زيادة الإنتاج بمعدل محدود بلغ 411 ألف برميل يوميًا. هذا القرار جاء أقل من التوقعات، مما خفف من الضغوط البيعية على النفط. كما استفاد قطاع الدفاع من عودة التوتر بين روسيا وأوكرانيا، إذ قفز سهم شركة Hensoldt بنسبة 7.2% بعد ترقية تقييمه الاستثماري من قبل J.P. Morgan.
ويترقب المستثمرون خلال هذا الأسبوع قرارات بالغة الأهمية من البنك المركزي الأوروبي، وسط توقعات بخفض جديد في سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. التركيز الأكبر سيكون على تصريحات كريستين لاغارد حول ما إذا كان البنك سيُبطئ وتيرة التيسير النقدي في يوليو، خاصة مع تحسن بعض المؤشرات الاقتصادية في منطقة اليورو. في الولايات المتحدة، صرّح عضو الفيدرالي كريستوفر والر أن خفض الفائدة لا يزال مطروحًا هذا العام، ما طمأن الأسواق إلى حد ما.
على الجانب الآخر، تعافت عملة البيتكوين بعد هبوط نهاية الأسبوع، مدعومة بتفاؤل المستثمرين تجاه مستقبل الأصول الرقمية وازدياد تبنيها من قبل الشركات الكبرى. وفي قطاع الأدوية، أعلنت شركة سانوفي الفرنسية عن صفقة استحواذ على شركة أميركية متخصصة في علاج أمراض المناعة مقابل 9.1 مليار دولار، ما يعكس استمرار تحركات الاستحواذ رغم التقلبات.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.
