ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بشكل كبير يوم الجمعة بعد أن أظهرت البيانات أن أكبر اقتصاد في العالم خلق وظائف أكثر من المتوقع الشهر الماضي، مما عزز التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيوقف دورة خفض الفائدة في اجتماعه هذا الشهر.
وأظهر تقرير وزارة العمل أن الاقتصاد الأمريكي أضاف 256 ألف وظيفة في ديسمبر، متجاوزًا توقعات الاقتصاديين بزيادة 160 ألف وظيفة. بينما تم تعديل أرقام شهر نوفمبر إلى 212 ألف وظيفة.
كما انخفض معدل البطالة إلى 4.1% مقارنة بتوقعات بلغت 4.2%، في حين ارتفعت الأجور بالساعة بنسبة 0.3% الشهر الماضي بعد ارتفاعها بنسبة 0.4% في نوفمبر. وعلى مدار 12 شهرًا حتى ديسمبر، ارتفعت الأجور بنسبة 3.9% مقارنة بـ 4.0% في نوفمبر
ومع عودة التضخم ليصبح أحد المخاطر الرئيسية سيصدر يوم الأربعاء بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) ويتوقع الاقتصاديون أن يظهر مؤشر أسعار المستهلكين لشهر ديسمبر زيادة سنوية بنسبة 2.9%.
في حين كان الاحتياطي الفيدرالي واثقًا في سبتمبر من أن التضخم قد تباطأ بما يكفي لبدء خفض أسعار الفائدة، إلا أن معدل التضخم السنوي لا يزال أعلى من هدف الفيدرالي البالغ 2%. ويتوقع الاحتياطي الفيدرالي الآن أن يرتفع التضخم إلى 2.5% في عام 2025.
وأظهرت محاضر اجتماع الفيدرالي الأخيرة، التي نُشرت يوم الأربعاء، أن صانعي السياسات يشعرون بالقلق من أن سياسات ترامب التجارية والهجره قد تطيل الجهود المبذولة لإعادة التضخم إلى المستوى المستهدف ومع كل هذه البيانات فكل التوقعات تشير ان الاحتياطي الفيدرالي سيبقي أكثر تشددًا مقارنة بنظرائه في مجموعة الدول العشر.
ومن المنظور الفني مادامت الاسعار اعلي مستويات الدعم الهام في نطاق 107.50 يظل الاتجاه الصاعد صالح ومستمر لتحقيق قمم جديده.
و انخفض الجنيه الإسترليني (GBP) إلى أدنى مستوى له أمام الدولار الأمريكي (USD) منذ نوفمبر 2023 يوم الجمعة، مسجلًا تراجعًا بنسبة 0.5% ليصل إلى 1.2204 دولار. ويُعزى هذا الانخفاض إلى المخاوف بشأن السياسات المالية للحكومة البريطانية وبيع السندات الحكومية البريطانية. كما أن تزايد حالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد البريطاني، بما في ذلك التضخم المرتفع والحدود المحتملة لزيادة أسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا.
الرؤية الأساسية للجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي: البيانات الاقتصادية المرتقبة هذا الأسبوع، ستكون هناك بيانات اقتصادية هامة ستجذب الانتباه بشكل كبير. يوم الأربعاء، من المتوقع أن تظل بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) على أساس سنوي دون تغيير عند 2.6%، وفقًا لتوقعات LDN. أما يوم الخميس، فيتوقع أن تظهر بيانات الناتج المحلي الإجمالي الشهري نموًا، مع توقع LDN بزيادة في الأرقام الخاصة بالناتج المحلي.
للتوضيح، إذا استمر مؤشر الأسعار على استقراره وظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي تشير إلى إزدياد، فإن هذا سيكون مؤشرًا إيجابيًا للجنيه الإسترليني. معدل التضخم الثابت، جنبًا إلى جنب مع تحسن النشاط الاقتصادي كما يظهر في نمو الناتج المحلي، قد يؤدي إلى انتعاش في زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي. قد يفسر المستثمرون هذه البيانات كإشارة على أن الاقتصاد البريطاني على أرضية أكثر استقرارًا، على الرغم من الشكوك الحالية حول السياسات المالية. وبالتالي، من المرجح أن يؤدي الجمع بين مؤشر أسعار مستهلك ثابت ونمو الناتج المحلي إلى تقوية الجنيه الإسترليني أمام الدولار الأمريكي على المدى القصير.
الرؤية الفنية للجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي: إشارات التعافي من الناحية الفنية، أظهر زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي إشارات على زخم إيجابي بعد الاتجاه الهابط، مع وجود دعم رئيسي عند النطاق السعري (1.2040 – 1.21) . إذا استمر هذا المستوى في الثبات، نتوقع أن يشهد الجنيه انتعاشًا محتملًا أمام الدولار في الأسابيع المقبلة، وذلك اعتمادًا على البيانات الاقتصادية القادمة.
وارتقعت أسعار النفط 3% يوم الجمعة السابق لتصل إلى أعلى مستوى لها في ثلاثة أشهر حيث استعد التجار لتوقعات اضطرابات في الإمدادات نتيجة حزمة العقوبات الأمريكية التي استهدف عائدات النفط والغاز الروسية.
وقد فرضت إدارة الرئيس جو بايدن عقوبات جديدة تستهدف منتجي النفط الروس وناقلات النفط والوسطاء والتجار والموانئ، بهدف ضرب كل مرحلة من مراحل إنتاج وتوزيع النفط الروسي.
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على شركتي “غازبروم نفط” و”سورغوت نفط غاز”، اللتين تستكشفان وتنتجان وتبيعان النفط، بالإضافة إلى 183 سفينة شحنت النفط الروسي، والتي يُعتقد أن العديد منها تنتمي إلى ما يسمى بـ “الأسطول الظلي” المكون من ناقلات قديمة تُشغلها شركات غير غربية.
وقال مصدران في تجارة النفط الروسي وتكرير النفط الهندي لرويترز إن العقوبات ستعطل بشكل كبير صادرات النفط الروسي إلى أبرز زبائنه، الهند والصين. كما دعمت موجة البرد الشديدة في الولايات المتحدة وأوروبا أسعار النفط ، مما زاد الطلب على زيت التدفئة وقد ادانت وزارة الخارجية الروسية يوم السبت العقوبات الأمريكية الجديدة وأكدت الوزارة أن روسيا ستواصل تنفيذ مشاريعها الكبرى في قطاع النفط والغاز.
وأوضحت الوزارة أن هذه العقوبات تمثل أوسع حزمة عقوبات أمريكية حتى الآن تستهدف عائدات النفط والغاز الروسية ولكن من المتوقع ان يتحرك سعر برميل خام تكساس في حدود متوسط سعر 75$ للبرميل خلال عام 2025. وعلي المدي القصير فمن المتوقع معاوده الاسعار للهبوط الي مستويات ال 65$ في الربع الاول قبل معاوده الصعود مره اخري في بدايات الربع الثاني للعام.
ومن المنظور الفني تواجه الاسعار منطقه مقاومه هامه في نطاق ال77.5$ -78$ ومادامت الاسعار اسفل هذا المستوي فقد نعيد اختبار مناطق الدعم في نطاق 70$.
ومؤشر ناسداك 100 يظهر بعض الإشارات المبشرة بالتعافي بعد موجة البيع التي أثارتها أحدث بيانات الوظائف الأمريكية. فقد جاءت بيانات الوظائف غير الزراعية لشهر ديسمبر أقوى بكثير مما كان متوقعاً، وقد أثر هذا الارتفاع في عوائد السندات بشكل ملحوظ على حساب أسهم النمو، لا سيما في قطاع التكنولوجيا الذي غالباً ما يتأثر بشدة عندما ترتفع معدلات الفائدة.
لكن، وعلى الرغم من هذه التحديات، لا يزال هناك شعور من التفاؤل الحذر في السوق. فالأرقام القوية للوظائف تُعتبر بمثابة إشارة إيجابية تؤكد قوة الاقتصاد الأمريكي. ومع ذلك، تتركز الأنظار الآن على بيانات التضخم المنتظرة وتحركات الاحتياطي الفيدرالي القادمة، وهو ما سيُحدد بشكل كبير كيفية تطور الصورة الاقتصادية في الأشهر المقبلة.
المنظور الفني لمؤشر ناسداك 100: في LDN، نرى أن مؤشر ناسداك يستمر في التكيف مع تطورات السوق في الفترة المقبلة، مما يفتح أمامه فرصًا واعدة لتحقيق انتعاش مستقبلي مع تحسن ظروف السوق. رغم عدم وجود إشارات قوية على زخم صاعد في الوقت الراهن، نتوقع أن يحقق المؤشر تحركًا نحو مستوى 20,500 كمرحلة رئيسية نحو التعافي والنمو المستقبلي. في ضوء هذه التوقعات، يُنصح باتباع استراتيجية تحوط ذكية تساهم في الحفاظ على الأصول وتعزز من الاستفادة من الفرص المستقبلية في السوق، مما يتيح للمستثمرين تحقيق أقصى استفادة من التغيرات المحتملة في الاتجاهات السوقية.
