شهدت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية تداولات هادئة مساء الاثنين عقب إغلاق ضعيف في وول ستريت، حيث ما زال المستثمرون يعيدون تقييم المشهد الاقتصادي بعد بيانات تصنيع مخيبة للآمال، بالتزامن مع تصاعد الرهانات على خفض الفائدة وتزايد الغموض بشأن مستقبل قيادة الاحتياطي الفيدرالي. الارتفاع الطفيف في عقود S&P 500 وNasdaq 100 يقابله استقرار في عقود Dow Jones، ما يعكس حالة انتظار أكثر من كونه توجهًا واضحًا في المخاطرة.
بيانات معهد إدارة التوريدات (ISM) أكدت استمرار الضغوط على الاقتصاد الصناعي؛ إذ هبط المؤشر إلى 48.2 للشهر التاسع على التوالي دون مستوى 50 الذي يفصل بين الانكماش والنمو. كما تراجعت الطلبيات الجديدة والتوظيف والأعمال غير المنجزة، وهو ما يشير إلى ضعف الطلب الصناعي وصعوبة استعادة الزخم قبل نهاية العام. هذا التباطؤ عزز توقعات الأسواق بأن الفيدرالي قد يلجأ إلى خفض الفائدة في اجتماع 9–10 ديسمبر، حيث تعكس تسعير العقود المستقبلية احتمالًا يقارب 86% لخفض بمقدار ربع نقطة، مدفوعًا ببيانات الاقتصاد الباردة وتراجع الضغوط التضخمية، إلى جانب إشارات من مسؤولين بالفيدرالي تشير إلى ميل أكثر مرونة في السياسة النقدية.
وشهد الدولار الأمريكي تراجعًا محدودًا في بداية الأسبوع، بينما يعيد المستثمرون تقييم مسار السياسة النقدية قبل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المرتقب هذا الشهر. سلسلة البيانات الاقتصادية الضعيفة التي صدرت مؤخرًا عززت قناعة الأسواق بأن النمو يفقد زخمه وأن الضغوط التضخمية أقل حدّة مما كانت عليه، ما انعكس على تسعير أدوات المال القصيرة الأجل التي باتت تُظهر احتمالًا يقارب 88% لخفض الفائدة بمقدار ربع نقطة في اجتماع 9–10 ديسمبر، مقارنةً بنحو 40% فقط قبل أسبوع واحد. هذا التغيير السريع يعكس تحوّلًا واضحًا في توقعات السوق تجاه اتجاه الفائدة الأميركية.
في المقابل، تصاعدت حالة الترقب حول مستقبل قيادة الاحتياطي الفيدرالي بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب أنه اتخذ قراره بشأن خليفة جيروم باول دون الكشف عن الاسم. تشير التقارير إلى قائمة تضم كيفن هاسيت، وكيفن وورش، وكريستوفر والر، مع ترجيحات أكبر لهاسيت رغم تقليله من شأن تلك التوقعات. أي تعديل في رأس الهرم داخل الفيدرالي قد يترك أثرًا بالغًا على توجّه السياسة النقدية خلال المرحلة المقبلة، خصوصًا في ظل القناعة بأن ترامب يبحث عن شخصية أكثر ميولًا للتيسير النقدي، بما يتماشى مع دعواته المتكررة لخفض سريع وحاد للفائدة. مثل هذا التوجه، إذا تحقق، قد يمنح دعمًا إضافيًا للأصول الحساسة لأسعار الفائدة، وعلى رأسها أسهم النمو وقطاع التجزئة.
في جانب آخر، تعرضت أسهم العملات الرقمية لضغوط قوية نتيجة الهبوط الحاد في البيتكوين، والذي كسر مستوى 85,000 دولار وانخفض بأكثر من 7% خلال يوم واحد. هذا الانخفاض أشعل موجة بيع واسعة في الشركات المرتبطة بالأصول الرقمية؛ إذ تراجعت MicroStrategy بما يصل إلى 12%، وانخفضت Coinbase بنحو 5%، وتراجعت Robinhood بأكثر من 4%. كما شهدت شركات التعدين مثل Marathon Digital وRiot Platforms هبوطًا بين 7% و9% بفعل ضغط هوامش التعدين مع تراجع الأسعار. التحرك يعكس تحولًا سريعًا في شهية المخاطرة، ويؤكد أن السوق ما زال حساسًا تجاه صدمات السيولة وأسعار الأصول الرقمية.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.




