شهدت أسعار النفط تراجعًا طفيفًا يوم الثلاثاء، حيث قام المستثمرون بموازنة المخاطر الجيوسياسية ضد الأسس الاقتصادية السلبية. جاء هذا التراجع بعد أن أعلنت الولايات المتحدة عن إمكانية بيع النفط الفنزويلي الذي تم الاستيلاء عليه، في حين أدت الهجمات الأوكرانية على السفن والموانئ الروسية إلى زيادة المخاوف بشأن تعطل الإمدادات.
انخفضت عقود خام برنت بمقدار 13 سنتًا، أو بنسبة 0.2%، لتسجل 61.94 دولارًا للبرميل، بينما تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بمقدار 14 سنتًا، أو بنسبة 0.2%، لتصل إلى 57.87 دولارًا للبرميل. وكان النفط قد شهد ارتفاعًا قويًا يوم الاثنين، حيث ارتفعت أسعار خام برنت بنسبة تزيد عن 2%، مسجلة أفضل أداء يومي لها في شهرين، بينما صعد خام WTI بأكبر نسبة له منذ منتصف نوفمبر.
وتستمر الأسواق في التعامل بحذر مع المخاوف الجيوسياسية، حيث تسهم التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا، بالإضافة إلى الهجمات في البحر الأسود بين روسيا وأوكرانيا، في تعزيز المخاوف من تعطّل الإمدادات. في وقت مبكر من الأسبوع، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده قد تحتفظ أو تبيع النفط الذي استولت عليه مؤخرًا من ناقلات قبالة سواحل فنزويلا. هذا التصريح يمثل جزءًا من حملة ضغط مستمرة على فنزويلا من خلال فرض العقوبات على ناقلات النفط.
في الوقت نفسه، توقعت Barclays أن أسواق النفط ستكون قادرة على التكيف مع تراجع صادرات النفط الفنزويلي على المدى القصير، في ظل وفرة الإمدادات. ومع ذلك، أشار البنك إلى أن الفائض العالمي في النفط سينخفض إلى 700,000 برميل يوميًا في الربع الأخير من 2026، مما يزيد من المخاوف بشأن تقلص الإمدادات في المستقبل. أي تعطيل طويل الأمد في الإمدادات قد يضغط على الأسواق بشكل أكبر.
في تطور آخر، تصاعدت التوترات بين روسيا وأوكرانيا في البحر الأسود، الذي يعد ممرًا حيويًا لتصدير النفط والغاز. شنت القوات الروسية هجومًا على ميناء أوديسا الأوكراني في وقت متأخر من يوم الاثنين، مما ألحق أضرارًا بمرافق الميناء وسفينة تجارية، في الهجوم الثاني على المنطقة خلال أقل من 24 ساعة. في المقابل، استهدفت أوكرانيا ناقلات النفط الروسية باستخدام الطائرات المسيرة، مما أدى إلى نشوب حريق في قرية بمنطقة كراسنودار الروسية.
الأسواق تتابع عن كثب تطورات هذه الأحداث الجيوسياسية، مع استمرار الضغوط على أسواق النفط بسبب التقلبات السياسية والاقتصادية. التوترات في البحر الأسود وتهديدات التدخل العسكري في فنزويلا تظل من العوامل الرئيسة التي تؤثر في توقعات الأسعار على المدى القصير.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.
