شهدت أسواق النفط استقرارًا نسبيًا خلال التعاملات الأخيرة، حيث استقرت الأسعار بالقرب من أدنى مستوياتها في شهرين، متأثرة بالتطورات الجيوسياسية المتعلقة بالمفاوضات بين روسيا وأوكرانيا. في الوقت ذاته، أدى تراجع المخزونات الأمريكية إلى تقديم بعض الدعم للأسعار. فقد ارتفع خام برنت بنسبة 0.2% ليصل إلى 73.18 دولارًا للبرميل، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي مكاسب طفيفة بنسبة 0.3%، ليصل إلى 69.13 دولارًا للبرميل.
وتتابع الأسواق المحادثات بين روسيا وأوكرانيا، حيث تزايدت التوقعات بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام قد يؤدي إلى تخفيف العقوبات على روسيا. هذا السيناريو يمكن أن يعزز الإمدادات النفطية العالمية، مما يزيد من الضغوط على الأسعار. ويراقب المستثمرون الاتفاق بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بشأن قطاع المعادن، والذي قد تكون له تداعيات اقتصادية أوسع، خاصة إذا أثر على السياسات التجارية أو التدفقات المالية العالمية.
وأظهرت البيانات الأولية من معهد البترول الأمريكي أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة انخفضت بمقدار 640 ألف برميل خلال الأسبوع الماضي، مما يعكس بعض التحسن في مستويات الطلب. ومع ذلك، فإن التقديرات السابقة أشارت إلى احتمال زيادة المخزونات بمقدار 2.6 مليون برميل، مما يخلق حالة من عدم اليقين بشأن الوضع الفعلي للعرض والطلب.
ولا تزال المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي تلقي بظلالها على الأسواق، حيث سجلت ثقة المستهلك في الولايات المتحدة تراجعًا حادًا في فبراير، وهو الأسوأ منذ 3 سنوات ونصف، مما يزيد من مخاطر انخفاض الاستهلاك الخاص. بالإضافة إلى ذلك، أظهر الاقتصاد الألماني انكماشًا خلال الربع الأخير من عام 2024، ما يثير القلق بشأن ضعف الطلب على الطاقة في أوروبا. ومع استمرار السياسات التجارية الصارمة، مثل فرض تعريفات جمركية جديدة على النحاس والصلب من قبل إدارة ترامب، فقد يظل الطلب على النفط محدودًا في المدى القريب، رغم التحديات التي تواجه المعروض.
