شهدت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا اليوم، متأثرة بارتفاع المخزونات الأمريكية والمخاوف من تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين. حيث انخفض خام برنت إلى 75.99 دولارًا للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط إلى 72.59 دولارًا. والتقلبات الحادة التي شهدها السوق مؤخرًا جاءت نتيجة للإجراءات الانتقامية الصينية بفرض تعريفات جمركية على واردات الطاقة الأمريكية، مما زاد من الضغوط على الطلب العالمي.
ومن ناحية أخرى، أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي ارتفاعًا مفاجئًا في مخزونات النفط الخام الأمريكية بمقدار 5.03 مليون برميل، متجاوزة التوقعات التي كانت تشير إلى زيادة بمقدار 2 مليون برميل. كما ارتفعت مخزونات البنزين. هذه الأرقام تشير إلى ضعف استهلاك الوقود في الولايات المتحدة، مما زاد من حالة التشاؤم لدى المستثمرين وأدى إلى تراجع أسعار النفط في المدى القصير، وهو ما قد يؤثر سلبًا على استقرار السوق في الفترة القادمة.
وعلى الجانب السياسي، أعاد الرئيس الأمريكي فرض عقوبات على إيران، والتي تهدف إلى خفض صادراتها النفطية إلى الصفر. هذا الإجراء قد يؤثر على نحو 1.5 مليون برميل يوميًا من الإمدادات الإيرانية، مما قد يساهم في الحد من تراجع الأسعار على المدى المتوسط. ومع ذلك، فإن الأسواق تراقب مدى قدرة إيران على الالتفاف على العقوبات ومدى استجابة الدول المستوردة لهذه السياسة.
في ظل هذه العوامل المتباينة، تتجه الأنظار نحو التقرير الرسمي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، الذي سيعطي صورة أوضح عن مدى توازن السوق. في الوقت ذاته، يراقب المستثمرون قرارات منظمة “أوبك+”، حيث يُتوقع أن يلتزم التحالف بزيادة الإنتاج التدريجية اعتبارًا من أبريل، مما قد يبقي الضغوط على الأسعار قائمة ما لم يحدث تحول جوهري في العوامل المؤثرة على الطلب العالمي.
وأعلنت إكوينور عن تعديل استراتيجيتها للسنوات القادمة، حيث رفعت توقعاتها لإنتاج النفط والغاز بحلول عام 2030 إلى 2.2 مليون برميل يوميًا مقارنةً بالتقدير السابق البالغ 2 مليون برميل.