شهدت العملات الآسيوية أداءً هادئًا في نهاية العام وسط تداولات ضعيفة بسبب عطلات نهاية السنة، حيث فضّل المستثمرون الترقب، بينما سجل الدولار الأمريكي ارتفاعًا طفيفًا بعد تراجعات سابقة. ورغم هذا الهدوء، اتجهت معظم عملات المنطقة لتحقيق مكاسب سنوية مستفيدة من ضعف الدولار على مدار العام وتوقعات بتخفيف السياسة النقدية الأمريكية خلال الفترة المقبلة.
وفي هذا السياق، جاء أداء الين الياباني مستقرًا إلى حد كبير مقارنة بنظرائه في آسيا، حيث أنهى العام دون تغيرات تُذكر أمام الدولار. ويُعزى ذلك إلى أن تشديد السياسة النقدية في اليابان جاء أبطأ من توقعات الأسواق، على الرغم من إقدام بنك اليابان على رفع أسعار الفائدة مرتين خلال العام في خطوة تعكس بداية الخروج التدريجي من السياسة النقدية فائقة التيسير. إلا أن هذه التحركات لم تكن كافية لدعم الين بقوة، ما جعله يتخلف عن أداء عدد من العملات الآسيوية الأخرى.
في المقابل، استفادت بعض عملات المنطقة من تحسن شهية المخاطرة عالميًا وتراجع الضغوط على الدولار، بينما ظل الين مقيدًا بعوامل داخلية تتعلق بوتيرة التشديد النقدي والفجوة في أسعار الفائدة مقارنة بالاقتصادات الكبرى. ومع اقتراب العام من نهايته، يعكس استقرار الين حالة التوازن بين دعم السياسة النقدية المحلية من جهة، واستمرار الضغوط الخارجية من جهة أخرى، ما يجعل مساره المستقبلي مرهونًا بتطورات السياسة النقدية اليابانية وتحركات الدولار العالمي.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.
