شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا مقابل معظم العملات الرئيسية يوم الثلاثاء، مستأنفًا مسيرته الصاعدة التي دفعته إلى أعلى مستوياته خلال أكثر من شهرين. جاءت هذه الحركة مدعومة بتوقعات تشير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي سيستمر في خفض الفائدة بشكل تدريجي خلال الأشهر الـ 18 القادمة.
وعلى مدار معظم الجلسات الأوروبية والأمريكية، تداول الدولار بانخفاض طفيف، متأثرًا بتراجع المخاوف الجيوسياسية مما خفف من المخاوف المتعلقة بتعطل الإمدادات النفطية في الشرق الأوسط. هذا التهدئة ساهمت في خفض أسعار النفط وتقليص توقعات التضخم، مما فرض ضغطًا طفيفًا على الدولار.
وعلى صعيد البيانات الاقتصادية، أظهرت الأرقام أن الاقتصاد الأمريكي يواصل مرونته، في حين ارتفع التضخم في سبتمبر بأكثر من المتوقع بقليل، مما دفع المتداولين لتقليص توقعاتهم بشأن تخفيضات كبيرة في الفائدة.
وبدأ الاحتياطي الفيدرالي دورة بخفض قوي بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماعه الأخير في سبتمبر، ولكن توقعات السوق اتجهت نحو وتيرة أكثر هدوءًا في التخفيضات، مما دعم الدولار. ووفقًا لحسابات LSEG، تقدر الأسواق حاليًا احتمالية تقارب 100% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في نوفمبر، مع احتمالية ضئيلة جدًا لعدم حدوث تغيير.
إلى جانب ذلك، توقعت الأسواق تخفيضات بمقدار 47 نقطة أساس هذا العام، مع مزيد من التخفيضات بمقدار 100 نقطة أساس في عام 2025، وهو أقل بكثير من التخفيضات المتوقعة قبل اجتماع سبتمبر.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، بنسبة 0.1% ليصل إلى 103.26، قريبًا من أعلى مستوى له عند 103.36 الذي بلغه يوم الاثنين. ساعدت في ذلك تصريحات محافظ الاحتياطي الفيدرالي كريس والر، الذي دعا إلى “المزيد من الحذر” فيما يتعلق بتخفيضات أسعار الفائدة.
أما اليورو، فقد انخفض إلى أدنى مستوياته منذ 8 أغسطس، ليصل إلى 1.0882 دولار، قبل اجتماع البنك المركزي الأوروبي المقرر يوم الخميس. ويبدو أن البنك المركزي مهيأ لتنفيذ تخفيضين متتاليين في الفائدة، وهو سيناريو بدا مستبعدًا في اجتماعه السابق في سبتمبر. في تلك الأثناء، انخفض اليورو بنسبة 0.2% إلى 1.0887 دولار.
بالنسبة للجنيه الإسترليني، فقد شهد ارتفاعًا طفيفًا إلى 1.3068 دولار بعد صدور بيانات سوق العمل البريطانية التي أظهرت أن الأجور نمت بأبطأ وتيرة خلال أكثر من عامين في الأشهر الثلاثة حتى أغسطس. هذا التباطؤ قد يتيح لبنك إنجلترا خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل، والتوقعات السابقة بأن التضخم المستمر سيبقي بنك إنجلترا على مسار تخفيض تدريجي للفائدة مقارنة بنظرائه، الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي، دعمت أداء الجنيه هذا العام. إلا أن التحولات في الرهانات أدت إلى تراجعه مؤخرًا، حيث انخفض الجنيه بأكثر من 2% مقابل الدولار خلال الشهر الحالي.
وفي اليابان، تراجع الدولار بنسبة 0.4% مقابل الين ليصل إلى 149.25 ين، بعد أن ارتفع إلى 149.98 يوم الاثنين، وهو أعلى مستوى له منذ 1 أغسطس. وحتى الآن، ارتفع الدولار بنسبة 3.8% مقابل العملة اليابانية خلال الشهر الجاري.