تراجع الجنيه الإسترليني بشكل طفيف خلال تداولات الثلاثاء، بعد صدور بيانات أظهرت تباطؤ وتيرة نمو الأجور في بريطانيا خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في أغسطس، وهو ما يعزز الرأي القائل بأن بنك إنجلترا سيواصل نهجه الحذر نحو خفض أسعار الفائدة تدريجيًا. فقد انخفض الإسترليني أمام الدولار بنسبة 0.35% ليُتداول عند 1.3293 دولار، متراجعًا عن مكاسب محدودة سجلها في وقت سابق من اليوم قبل صدور بيانات سوق العمل.
وفي المقابل، صعد اليورو أمام الجنيه بنسبة 0.36% ليصل إلى 87.09 بنس، متجهًا نحو تحقيق أكبر مكسب يومي له أمام العملة البريطانية منذ نحو شهر. وتُظهر أرقام الأجور الأخيرة أن الضغوط التضخمية في سوق العمل البريطاني بدأت في التراجع، ما يمنح البنك المركزي مساحة أكبر للاستمرار في دورة التيسير النقدي ولكن بوتيرة محسوبة، لتفادي أي اضطراب في استقرار الأسعار أو تقلبات حادة في العملة.
وعلي صعيد الدولار الأمريكي فقد شهد الدولار خلال الأسبوع الماضي أقوى موجة طلب استثماري منذ بداية العام، بحسب بيانات بنك أوف أمريكا الصادرة يوم الإثنين، في إشارة واضحة إلى عودة الثقة بالعملة الأمريكية وسط اضطرابات الأسواق العالمية. وأوضحت المؤسسة أن التحركات جاءت بقيادة صناديق التحوط ومديري الأصول، حيث دفع مزيج من التطورات السياسية والاقتصادية في اليابان وفرنسا المستثمرين إلى تغطية مراكزهم البيعية على الدولار، تحسبًا لأي تقلبات مفاجئة في سوق العملات.
فقد اتجهت صناديق التحوط إلى شراء الدولار بشكل مكثف مقابل الين الياباني والدولار الأسترالي وعملات الأسواق الناشئة، في حين ركّز مديرو الأصول على تعزيز مراكزهم الشرائية أمام اليورو. كما أظهرت البيانات استمرار الدعم للدولار في أسواق الخيارات، خاصة مقابل اليورو وعملات الاقتصادات الصاعدة، مما يؤكد اتساع نطاق الإقبال على العملة الأمريكية في أكثر من سوق.
ويرى محللو بنك أوف أمريكا أن الدولار كان من الممكن أن يحقق مكاسب أكبر خلال الفترة الماضية لولا تدفقات البيع القادمة من الشركات والجهات الرسمية، والتي ساهمت في تهدئة وتيرة ارتفاع العملة، لكنها في الوقت نفسه لم تُضعف الزخم القوي الذي اكتسبه الدولار في الأسابيع الأخيرة. ويُعد هذا التحول دلالة على تزايد الرهانات على استمرار تفوق الاقتصاد الأمريكي نسبيًا في بيئة تتسم بتباطؤ النمو العالمي، مع ترقب المستثمرين لأي إشارات جديدة من الاحتياطي الفيدرالي قد تحدد الاتجاه القادم للعملة.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.