شهدت الأسواق الآسيوية تعافياً نسبياً خلال جلسة اليوم الأربعاء، بعد موجة التراجعات التي ضربت أسهم التكنولوجيا في الأيام السابقة نتيجة المخاوف المتعلقة بنموذج الذكاء الاصطناعي الصيني DeepSeek R1. هذا التراجع أثار تساؤلات حول مستقبل استثمارات القطاع، لكنه بدأ في التلاشي مع استقرار أسهم الشركات الكبرى في اليابان، مثل Advantest وTokyo Electron وSoftBank، مما دعم المؤشرات الرئيسية مثل نيكي 225 الذي ارتفع بنسبة 0.5%.
وحقق مؤشر ASX 200 الأسترالي مكاسب قوية بلغت 0.9%، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ شهرين، مدفوعًا ببيانات تضخم أضعف من المتوقع. هذه البيانات عززت التوقعات بأن بنك الاحتياطي الأسترالي (RBA) قد يبدأ دورة خفض الفائدة قريبًا، ما أدى إلى زيادة إقبال المستثمرين على الأصول ذات المخاطر المرتفعة. رغم ذلك، لا تزال مستويات التضخم الأساسية مرتفعة، مما قد يحد من نطاق تخفيف السياسة النقدية على المدى الطويل.
وتراجعت أحجام التداول الآسيوية بسبب عطلات الأسواق الكبرى، بما في ذلك الصين وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية. ومع ذلك، وجدت الأسواق دعمًا من انتعاش أسهم التكنولوجيا في وول ستريت، والتي استعادت جزءًا كبيرًا من خسائرها الأخيرة. لكن العقود الآجلة للمؤشرات الأمريكية أظهرت أداءً متباينًا، حيث يترقب المستثمرون قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، مع توقعات بإبقاء السياسة النقدية مشددة خلال الفترة المقبلة.
وتتجه الأنظار إلى إعلانات الأرباح لعدد من الشركات العملاقة، مثل مايكروسوفت، تسلا، ASML، وعلي بابا، والتي من المتوقع أن تؤثر على توجهات المستثمرين. وفي الهند، لا تزال الأسواق تعاني من ضغوط بيعية، حيث يواجه مؤشر Nifty 50 صعوبة في التعافي من أدنى مستوياته في سبعة أشهر. بشكل عام، فإن الأداء المستقبلي للأسواق الآسيوية سيعتمد على تفاعل المستثمرين مع تطورات السياسة النقدية العالمية ونتائج أعمال الشركات الكبرى.
