سجلت أسعار النفط الخام الأمريكي (WTI) ارتفاعاً طفيفاً لليوم الثاني على التوالي، مدفوعة بالقلق من احتمال حدوث اضطرابات في إمدادات النفط الإيراني. حيث تتداول الأسعار حالياً حول مستوى 71.25 دولاراً، بزيادة تزيد عن 0.60% خلال اليوم، رغم أن الزخم الصعودي يبقى محدوداً بسبب تداخل عدة عوامل اقتصادية متناقضة.
وقد أثارت العقوبات الأمريكية الأخيرة ضد الأفراد والسفن المتورطة في بيع ونقل النفط الإيراني إلى الصين المخاوف من أن تؤدي هذه الإجراءات إلى تقليص صادرات إيران من النفط بشكل أكبر. وقد أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى عودة استراتيجية “الضغط الأقصى” بهدف الوصول إلى الصفر في صادرات النفط الإيراني، مما يعزز القلق في الأسواق حول إمكانية حدوث نقص في الإمدادات.
ومع ذلك، يظل هناك حد للارتفاع في أسعار النفط بسبب المخاوف المتعلقة بتأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على الاقتصاد العالمي. فقد هدد ترامب بفرض رسوم إضافية بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم، إلى جانب تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما أثار مخاوف من أن تؤدي هذه التدابير إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وتقليص الطلب على الطاقة.
بالإضافة إلى ذلك، أسهمت القوة المعتدلة للدولار الأمريكي، المدعومة بتوقعات بأن سياسات ترامب الحمائية قد ترفع التضخم، في كبح المزيد من الارتفاع في أسعار النفط. فالدولار الأقوى يقلل من جاذبية السلع المقومة بالعملات الأخرى، مما يجعل النفط أغلى بالنسبة لحائزي العملات الأجنبية.
وفي ظل هذه المؤشرات الاقتصادية المتباينة، قد يكون من الحكمة الانتظار حتى تظهر إشارات أقوى من أجل تأكيد استمرار الزخم الصعودي، قبل اتخاذ مواقف استثمارية قوية في النفط، حيث أن السوق لا يزال حذراً بعد التراجع الذي شهده خلال الأسابيع الماضية.
