وصل مؤشر S&P 500 إلى أعلى مستوى له خلال العام، حيث أصدرت قرابة 10% من الشركات الكبرى تقارير أرباح الربع الثالث. حتى الآن، جاءت النتائج قوية، وخاصة مع تقارير العديد من البنوك الكبرى التي فاقت التوقعات. تجاوزت أكثر من 75% من الشركات التي أصدرت تقاريرها حتى الآن التوقعات، محققة أداءً أعلى بنسبة 6.8% عن التوقعات.
في أسواق الدين، شهدت عوائد سندات الخزانة تقلبات خلال الأسبوعين الماضيين، لكنها استقرت بعد صدور تقريرين اقتصاديين رئيسيين: مبيعات التجزئة ومطالبات البطالة. جاءت مبيعات التجزئة لشهر سبتمبر قوية، متجاوزة التوقعات ومتفوقة بشكل كبير على أرقام أغسطس. ومع ذلك، كانت مطالبات البطالة الأسبوعية أعلى من المتوقع، وهو ما يُعد سلبيًا للدولار الأمريكي. نتيجة لذلك، زادت التوقعات باتباع الاحتياطي الفيدرالي نهجًا أقل تشددًا، حيث بلغت عوائد السندات لأجل سنتين 4.309%، ولأجل عشر سنوات حوالي 4.364% حتى يوم الخميس.
ومع تبقي 50 يومًا فقط على نهاية عام 2024، واجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقبل بعد 36 يومًا، إليكم ثلاث رؤى مهمة يجب أن يضعها كل مستثمر في الاعتبار مع اقتراب نهاية العام:
1- الحفاظ على هيكل محفظة قوية:-
يعد وضع أهداف واضحة وإنشاء خطة استثمارية طويلة الأجل أمرًا أساسيًا لبناء محفظة منظمة. وكما هو الحال مع الفحوصات الدورية للطبيب، من المهم تقييم صحة محفظتك بشكل منتظم. يمكن أن تتغير ظروف السوق والديناميكيات الاقتصادية، مما يؤدي إلى تغييرات غير متوقعة. خذ الوقت الكافي لمراجعة تخصيص الأصول وقم بإعادة التوازن إذا لزم الأمر. قُم بتقليص المراكز المبالغ فيها أو أضف المزيد إلى المراكز المنخفضة للتأكد من أن محفظتك تتماشى مع أهدافك. يساعد نهج متزن ومنضبط على إدارة المخاطر والاستفادة من الفرص الناشئة.
2- الاعتراف بالمخاطر، ولكن الاستعداد للفرص:-
في سوق يتأثر كثيرًا بدورات الأخبار القصيرة الأجل، هناك دائمًا شيء يدعو للقلق. ولكن من المهم الاحتفاظ بمنظور طويل الأجل والتركيز على الأساسيات. فعلى سبيل المثال، قد تتسبب الانتخابات الرئاسية الأمريكية والتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط ببعض القلق، لكن هذه الأمور لا ينبغي أن تُخرج الخطط الاستثمارية طويلة الأجل عن مسارها. تاريخيًا، أسواق المال حققت مكاسب بغض النظر عن الحزب السياسي الحاكم. فمنذ عام 1950، شهدت الولايات المتحدة 18 انتخابات رئاسية و10 انتقالات بين الإدارات الديمقراطية والجمهورية. وعلى مدار هذه السنوات، نما الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بمعدل سنوي يبلغ 3.2%، بينما حقق مؤشر S&P 500 نموًا مركبًا بمعدل 9.4% سنويًا. لذا، لا تؤثر نتائج الانتخابات بشكل كبير على أداء السوق على المدى الطويل.
3- الاستفادة من الأدوات لتحسين كفاءة المحفظة:-
تبني التقنيات الحديثة والابتكارات في استراتيجيات الاستثمار يمكن أن يعزز الأداء طويل الأجل للمحفظة. ومن هذه الأدوات الذكاء الاصطناعي (AI)، الذي يُحدث تحولًا في إدارة المحافظ النشطة بتمكينه من تحليل البيانات بشكل أفضل واتخاذ قرارات أسرع. في سوق يتطور بسرعة، تمنح هذه الأدوات المستثمرين ميزة تنافسية وتساعدهم في التعامل مع تعقيدات السوق بكفاءة أكبر.
مع استمرار تطور الأسواق، يبقى النهج المنضبط المعتمد على مبادئ الاستثمار السليمة أمرًا بالغ الأهمية. تم تصميم هذه الرؤى لتوجيه المستثمرين ليس فقط خلال الأيام الخمسين القادمة من عام 2024، بل أيضًا إلى ما بعد ذلك. الخلاصة الأساسية هي أنه رغم تغير ظروف السوق، سيظل النهج الاستراتيجي دائمًا ضروريًا لتحقيق النجاح الاستثماري طويل الأجل.