أغلقت مؤشرات وول ستريت على ارتفاع، حيث صعد مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وناسداك مدعومَين بصفقات كبرى في قطاع الذكاء الاصطناعي، رغم ازدياد الغموض حول مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي في ظل نقص البيانات الاقتصادية الرسمية نتيجة الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة.
وساهمت شركات التكنولوجيا والتقنيات المرتبطة بها في دعم مكاسب السوق، فيما حدّ تراجع أسهم شركات الرعاية الصحية مثل يونايتدهيلث وميرك من أداء مؤشر داو جونز الذي أنهى الجلسة في المنطقة السلبية.
وكان من أبرز العوامل الداعمة للأسواق إعلان شركة أمازون عن صفقة بقيمة 38 مليار دولار مع OpenAI لتشغيل وتوسيع قدرات الذكاء الاصطناعي الخاصة بصانع «شات جي بي تي» على بنية أمازون ويب سيرفيسز السحابية، ما دفع سهم أمازون للارتفاع بنسبة 4%. كما ارتفعت أسهم إنفيديا بنسبة 2.2% بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الرقائق المتقدمة للشركة ستُخصص للاستخدام المحلي ولن تُصدَّر إلى الصين أو دول أخرى.
وجاءت المكاسب أيضاً في ظل أجواء تفاؤل نسبي عقب إعلان البيت الأبيض عن تفاصيل اتفاق بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ لتخفيف حدة التوتر التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم. وقال محللون إن الأنباء الإيجابية حول صفقة أمازون، إلى جانب تطورات التهدئة التجارية والتصريحات المائلة للتيسير من بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، ساعدت في دعم المعنويات، رغم أن السوق ما زال يقوده قطاع التكنولوجيا وأشباه الموصلات بشكل أساسي.
في المقابل، تراجعت أسهم شركة كيمبرلي-كلارك بنسبة 14.6% بعد إعلانها نيتها شراء شركة كينفيو، صانعة دواء تايلينول، في صفقة تتجاوز 40 مليار دولار، بينما قفز سهم كينفيو بنسبة 12.3%.
وفي ظل غياب البيانات الحكومية الرسمية بسبب الإغلاق، أظهرت مؤشرات مديري المشتريات الصادرة عن معهد إدارة التوريد وإس آند بي غلوبال استمرار الضبابية في أداء المصانع الأمريكية نتيجة سياسات الرسوم الجمركية التي ينتهجها ترامب. ومن المنتظر أن تنظر المحكمة العليا الأمريكية في مدى قانونية هذه الرسوم.
أما على صعيد السياسة النقدية، فقد زاد الغموض بشأن الخطوة المقبلة للاحتياطي الفيدرالي بعد خفض أسعار الفائدة مؤخراً، إذ تتباين آراء المسؤولين بين الدعوة إلى مزيد من الخفض لدعم النمو، والتحذير من المخاطر في ظل استمرار التضخم فوق المستوى المستهدف البالغ 2%.
وفي نهاية التعاملات، تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.48%، فيما ارتفع ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.17%، وصعد ناسداك المركب بنسبة 0.46%. وسجل قطاع السلع الاستهلاكية التقديرية أكبر المكاسب بين القطاعات الأحد عشر في مؤشر ستاندرد آند بورز، بينما تكبد قطاع المواد أكبر خسارة.
ومع استمرار موسم إعلان نتائج الربع الثالث، تجاوزت أكثر من 300 شركة من شركات المؤشر توقعات المحللين، حيث بلغت نسبة الشركات التي فاقت التقديرات 83% وفق بيانات LSEG الأخيرة. وعلى الرغم من المكاسب في بعض الأسهم، فاق عدد الأسهم المتراجعة نظيراتها المرتفعة في كل من بورصتي نيويورك وناسداك، ما يعكس استمرار التذبذب والحذر في السوق الأمريكية.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.




