تراجعت الأسواق الآسيوية بشكل ملحوظ مع استمرار الضغوط المتزايدة على الاقتصاد الصيني. ويبدو أن حالة الترقب والقلق هي السائدة في أوساط المستثمرين الذين ينتظرون بشغف صدور بيانات اقتصادية أمريكية قد تحدد توجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.
وقد شهد مؤشر نيكاي الياباني تراجعاً طفيفاً بنسبة 0.1% ليغلق عند 38,634.50 نقطة. وفي الصين، انخفض مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.52% ليصل إلى 2,796.48 نقطة، بينما شهد مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ تراجعاً مماثلاً ليستقر عند 17,601.00 نقطة، بانخفاض قدره 0.51% خلال جلسة التداول.
هذا الاتجاه الهابط للأسواق يأتي بعد بيانات الإنفاق الأمريكية التي فاجأت الأسواق يوم الجمعة الماضي، مما خفض من احتمالية اتخاذ الاحتياطي الفيدرالي لقرار حاسم بخفض أسعار الفائدة بنصف نقطة. ومن المتوقع أن تكون نتائج مؤشر التصنيع الأمريكي (ISM) وتقرير الوظائف المرتقبين يوم الجمعة عوامل مؤثرة في قرار الاحتياطي الفيدرالي.
وفي ظل هذه الأجواء، تتزايد المخاوف المتعلقة بالاقتصاد الصيني، الذي يعاني من ضغوط مزدوجة جراء الظروف المناخية غير المواتية وضعف الطلب المحلي. وفقاً لتوقعات خبراء الاقتصاد في Citigroup، هناك تدهور ملحوظ في الأنشطة الاقتصادية، على الرغم من توقع تحسن نسبي في مؤشر أسعار المستهلكين نتيجة ارتفاع أسعار الغذاء. ومع ذلك، قد يواجه هدف الحكومة الصينية لتحقيق نمو بنسبة “حوالي 5%” صعوبات كبيرة.
تزامناً مع ذلك، شهدت الأيام الأخيرة تصاعداً في التوترات بين الصين واليابان، على خلفية تقارير تفيد بأن بكين تهدد بعواقب اقتصادية وخيمة إذا ما قررت اليابان تشديد القيود على بيع وصيانة معدات تصنيع الرقائق للشركات الصينية. ويأتي هذا في وقت حساس يتزامن مع جهود تقودها الولايات المتحدة للحد من قدرة الصين على الوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة، الأمر الذي قد يؤثر بشكل كبير على صناعة أشباه الموصلات العالمية.
وقد أعربت شركات يابانية كبرى، مثل تويوتا موتور، عن قلقها بشأن التداعيات المحتملة لهذه التوترات، خاصة فيما يتعلق بتوافر المعادن الحيوية المستخدمة في صناعة السيارات. وفي هذا السياق، تسعى الولايات المتحدة إلى دفع اليابان لفرض المزيد من القيود على شركات مثل طوكيو إلكترون، والتي تلعب دوراً حيوياً في إنتاج معدات تصنيع الرقائق، وذلك كجزء من مساعيها للحد من التقدم التكنولوجي للصين في هذا المجال. ومع فرض الصين قيوداً على تصدير مواد أساسية مثل الجاليوم والجرمانيوم والجرافيت العام الماضي، يتعاون المسؤولون الأمريكيون واليابانيون لضمان تأمين إمدادات مستقرة من هذه المعادن الحيوية.
