أصبحت معنويات المستثمرين تجاه السلع الأساسية أكثر حذرًا منذ منتصف عام 2024، وفقًا لمذكرة لقسم أبحاث سيتي بنك، فإن أسعار السلع الأساسية مستقرة نسبيًا على الرغم من تخفيضات أسعار الفائدة المتوقعة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر.
وقد انخفضت تقلبات السوق، وخاصة فيما يتصل بخيارات الشراء، واحتفظت العديد من شركات الاستثمار بمراكز قصيرة الأجل في هذا القطاع. وقد ساهمت هذه العوامل، إلى جانب تباطؤ الاقتصاد الصيني والمخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي المحتمل في الولايات المتحدة، في ظهور نظرة أكثر تحفظًا تجاه السلع الأساسية.
وقال محللون في سيتي: “إن ضعف الصين أثر بالتأكيد على المعادن الأساسية والسلع الأساسية. لكن المخاوف من الهبوط الحاد في الاقتصاد الأميركي ارتفعت أيضًا في أغسطس على الرغم من بعض البيانات الاقتصادية الكلية الأقوى من المتوقع الأسبوع الماضي (مثل مبيعات التجزئة)”.
وأضاف المحللون أن “هذا قد يؤدي إلى تفاقم تقلبات الأسعار ومخاطر الفجوة المحتملة بالنسبة للأصول الأساسية الحساسة للاقتصاد الكلي (مثل النفط والنحاس والذهب)”.
وتلعب سوق العمل في الولايات المتحدة، وهي مؤشر رئيسي لصحة الاقتصاد، دورًا حاسمًا في هذا السيناريو. وتشير مؤسسة سيتي للأبحاث إلى أن استمرار ضعف سوق العمل قد يؤدي إلى ترجيح كفة الركود، وهو ما قد يخلف آثارًا كبيرة على السلع الأساسية.
تُظهِر البيانات التاريخية التي حللها سيتي جروب أنه خلال فترات الركود في الولايات المتحدة، تشهد أسواق السلع الأساسية عادةً تقلبات كبيرة، مع تضرر قطاعات الطاقة بشكل خاص. وفي المتوسط، سجل مؤشر بلومبرج للسلع الأساسية خسائر سنوية بلغت نحو 28% خلال فترات الركود، كما شهدت المعادن الصناعية والزراعة أيضًا انخفاضات حادة.
ومع ذلك، خلال فترة الأشهر الستة التي أعقبت الركود في الولايات المتحدة، عادة ما تشهد السلع الأساسية انتعاشًا مثيرًا للإعجاب على كافة الأصعدة، بما يتماشى مع الانتعاش القوي في النشاط الاقتصادي ومعنويات المستثمرين، بحسب المحللين.
المعادن الثمينة، المعروفة بمرونتها، هي التي تقود هذا التعافي في كثير من الأحيان. على سبيل المثال، خلال فترات ما بعد الركود الماضية، حققت المعادن الثمينة مكاسب بلغت في المتوسط 26%، تليها المعادن الصناعية والطاقة بمكاسب بلغت 25% و24% على التوالي. وتؤكد هذه الطبيعة الدورية لأسواق السلع الأساسية على ارتباطها الوثيق بالتعافي الاقتصادي والتضخم.
وفيما يتعلق بتدفقات الأصول، تشير سيتي إلى أنه خلال الأسبوع المنتهي في 13 أغسطس 2024، كانت هناك تدفقات خارجة بقيمة 4.8 مليار دولار من تداول مؤشرات السلع الأساسية وصناديق الاستثمار المتداول.
ارتفعت القيمة السوقية للسلع الأساسية المتداولة في البورصة، والتي تهيمن عليها مؤشرات الذهب، بنسبة 2.4% على أساس شهري و8.3% على أساس سنوي إلى 396.5 مليار دولار. وعلى الرغم من التحديات الحالية، تحافظ سيتي على نظرة متفائلة بحذر للسلع الأساسية في الأمد المتوسط.
في حين أن المعادن الأساسية قد تواجه صعوبات في الأمد القريب بسبب ضعف معنويات التصنيع ومخاوف الركود في الولايات المتحدة، تتوقع سيتي انتعاشًا مع تضييق الأسواق المادية وانتعاش التصنيع مع تخفيضات أسعار الفائدة المتوقعة.
