شهدت الأسواق الأمريكية اليوم ارتفاعًا ملحوظًا في العقود الآجلة، حيث ساهمت تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في رفع معنويات المستثمرين. حيث أكد الرئيس ترامب أكد أنه لا يخطط لإقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، مما طمأن الأسواق وأدى إلى زيادة التفاؤل. إضافة إلى ذلك، أشار ترامب إلى احتمال تخفيض الرسوم الجمركية المفروضة على الصين بعد إتمام اتفاق تجاري، مما عزز الآمال بتحقيق استقرار اقتصادي. هذه التصريحات الإيجابية انعكست بشكل مباشر على أسواق الأسهم، حيث سجلت مؤشرات داو جونز وS&P 500 وناسداك ارتفاعات ملحوظة.
في السياق نفسه، أكد وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، أن المحادثات التجارية مع الصين قد تشهد تهدئة قريبًا، وهو ما عزز من الاستقرار في أسواق العملات. بعد فترة من التقلبات الحادة في الدولار الأمريكي نتيجة التوترات التجارية، أصبحت الأسواق تشهد تحسنًا نسبيًا. ولكن على الرغم من التفاؤل الحالي، لا يزال مؤشر S&P 500 منخفضًا بنسبة 14% عن أعلى مستوى له في فبراير 2025، مما يعكس تأثير التقلبات السياسية على أداء الأسواق بشكل عام.
أما فيما يتعلق بالاحتياطي الفيدرالي، فقد تراجع ترامب عن تصريحاته السابقة التي كانت تشير إلى إمكانية إقالة باول بسبب تباطؤه في خفض أسعار الفائدة. الرئيس الأمريكي أكد أنه لا يعتزم اتخاذ هذه الخطوة، ولكنه أضاف أنه يتمنى من باول أن يكون أكثر نشاطًا في خفض الفائدة. هذه التصريحات كانت بمثابة إشارة تهدئة للأسواق، مما أدى إلى تحسن في أداء أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مثل أمازون وآبل في تداولات ما بعد ساعات العمل.
وفي تطور آخر، أعلن إيلون موسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، عن خطط لتقليص مشاركته في الإدارة الأمريكية والتركيز بشكل أكبر على إدارة شركته، في ضوء تراجع مبيعات تسلا. جاء هذا القرار بعد ضغوط متزايدة من المستثمرين الذين طالبوا موسك بإعادة تركيز اهتمامه على تحسين أداء الشركة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
وعلي صعيد العملات الرقمية شهدت عملة بيتكوين اليوم ارتفاعًا قويًا تجاوز 6%، مسجلة أعلى مستوى لها في سبعة أسابيع، ليصل سعرها إلى 93,811 دولارًا. هذا الارتفاع جاء بعد تصريحات ترامب التي تراجعت فيها تهديداته بإقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، مما خفف من مخاوف المستثمرين بشأن استقلالية البنك المركزي الأمريكي.
الارتفاع في بيتكوين يعكس تجدد الثقة في الأسواق الرقمية بعد فترة من التداول الضيق بسبب حالة عدم اليقين بشأن السياسة النقدية الأمريكية. مع تراجع التوترات السياسية وتخفيف الخطاب العدواني تجاه الصين، بدأ المستثمرون في إعادة تقييم أسواق الأصول الرقمية، مما ساهم في زيادة الطلب على بيتكوين والأصول المشفرة الأخرى.
وفي خطوة استراتيجية كبيرة، تم الإعلان عن مشروع مشترك بين كانتور فيتزجيرالد، سوفت بانك، وبيتفينكس وتيثر للاستثمار في العملات الرقمية عبر شركة استحواذ ذات غرض خاص (SPAC). يهدف المشروع إلى جمع 3 مليارات دولار من بيتكوين، مع خطط لجمع 550 مليون دولار إضافية من السندات والأسهم. هذا الاستثمار يعكس التوجه المتزايد نحو تعزيز استثمارات العملات الرقمية.