وفقًا لتوقعات بنك أوف أمريكا، سيلعب تقرير الوظائف لشهر أغسطس دورًا حاسمًا في تحديد نهج مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن خفض أسعار الفائدة حيث يتوقع الفيدرالي زيادة في عدد الوظائف في القطاعات غير الزراعية بمقدار 200 ألف وظيفة، وهو ما يتجاوز التوقعات السائدة، مع انخفاض معدل البطالة إلى 4.2%. يعتبر بنك أوف أمريكا أن هذه البيانات ستكون محورية في تحديد مسار السياسة النقدية للفيدرالي.
في مذكرة صدرت يوم الثلاثاء، أشار بنك أوف أمريكا إلى ثلاثة سيناريوهات محتملة بناءً على نتائج تقرير الوظائف، وكان كل سيناريو يتضمن نهجًا مختلفًا لمجلس الاحتياطي الفيدرالي:
السيناريو الأول: إذا جاء تقرير الوظائف قويًا، مع زيادة كبيرة في عدد الوظائف، فإن هذا قد يخفف من المخاوف المتعلقة بالركود الاقتصادي حيث من المحتمل فى هذه الحاله أن يتبع مجلس الاحتياطي الفيدرالي استراتيجية “تخفيضات صارمة”، فقد يطبق خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس فقط في كل ربع سنة بدءًا من سبتمبر، هذا السيناريو قد يفاجئ الأسواق التي تتوقع حاليًا خفضًا بنحو 100 نقطة أساس، مما يعني أن التقديرات الحالية للأسواق قد تكون أكثر تفاؤلاً من التقديرات الفعلية للفيدرالي.
السيناريو الثاني: في حالة تقرير معتدل يظهر زيادة في عدد العاملين بين 100 ألف و150 ألف، مع بقاء معدل البطالة عند 4.3%، فإن هذا قد لا يشير إلى حدوث ركود اقتصادي، ولكنه قد يوضح أن الزيادات في الأجور والتوظيف ليست مجرد تغيرات مؤقتة.
في هذا السياق، يتوقع بنك أوف أمريكا أن يواصل الفيدرالي خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في كل اجتماع لبقية العام، مع احتمالية وجود خفض إضافي قد يتجاوز 100 نقطة أساس في العام المقبل. ومع ذلك، يرى البنك أن خفضًا بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر قد لا يكون على الطاولة في هذه الحالة.
السيناريو الثالث: إذا أظهرت البيانات ضعفًا واضحًا، مثل زيادة عدد الوظائف بأقل من 50 ألف وظيفة أو ارتفاعًا كبيرًا في معدل البطالة، فإن هذا قد يعزز المخاوف من حدوث ركود اقتصادي حيث في هذا السيناريو، من المحتمل أن يتخذ مجلس الاحتياطي الفيدرالي إجراءات أكثر قوة، مثل خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر ونوفمبر وديسمبر.
في النهاية، يؤكد بنك أوف أمريكا على أهمية التفاصيل الدقيقة لتقرير الوظائف، مشيرًا إلى أن الفيدرالي سيأخذ جميع جوانب البيانات بعين الاعتبار عند اتخاذ قراراته المتعلقة بالسياسة النقدية في المستقبل.
