ما هو التبييت؟ التبييت في التداول (SWAP) هو مفهوم أساسي في عالم تداول العملات الأجنبية (الفوركس)، ويُعد من العوامل المهمة التي تؤثر على استراتيجية المتداولين، خاصة في التداول طويل الأجل، عند فتح صفقة تداول وتركها مفتوحة حتى اليوم التالي (أي حتى منتصف الليل بتوقيت السوق)، يتم تطبيق ما يُعرف بـ رسوم التبييت أو عمولات التبييت، حيث يقوم الوسيط بإغلاق مركز التداول المفتوح في نهاية اليوم وفتحه مجددًا في اليوم التالي، ويتم خلال هذه العملية احتساب الفارق بين معدل الفائدة للعملتين المتداولتين، إذا اشتريت عملة ذات معدل فائدة أعلى مقابل عملة ذات معدل فائدة أقل قد تحصل على ربح من التبييت، أما إذا كان العكس فقد تُخصم منك رسوم تعرف بـ “رسوم التبييت”.
كم رسوم التبييت؟
رسوم التبييت تختلف حسب العديد من العوامل منها: أزواج العملات، وحجم الصفقة، ومعدل الفائدة، وسياسة الوسيط، كما تجدر الإشارة إلى أن رسوم تبييت الصفقات يوم الجمعة تُحسب لثلاثة أيام نظرًا لأن أسواق العملات لا تعمل خلال عطلة نهاية الأسبوع.
كيفية حساب رسوم التبييت في التداول
رسوم التبييت في التداول تُفرض من قِبل شركة الوساطة لتعويض تكلفة اقتراض الأموال اللازمة للاحتفاظ بصفقات المتداول مفتوحة ليلاً، وتعتمد قيمة الرسوم على حجم الصفقة (المركز)، وعلى فارق أسعار الفائدة بين العملتين في زوج العملات المتداول.
مثال توضيحي على رسوم التبييت:
لنفترض أن أحد المتداولين فتح صفقة على زوج العملات EUR/JPY بحجم عقد قياسي يبلغ 50,000 وحدة، بسعر صرف حالي 150.00، قرر المتداول الاحتفاظ بالصفقة حتى اليوم التالي (أي تبييت الصفقة)، وبالتالي سيتم تطبيق رسوم التبييت وفقًا لفارق أسعار الفائدة بين اليورو والين الياباني.
نفترض أن سعر الفائدة على اليورو هو 1.00%، وعلى الين الياباني 0.10%. إذًا، فارق الفائدة هو 0.90%.
يُحسب التبييت باستخدام المعادلة التالية:
رسوم التبييت في التداول = (حجم الصفقة × فارق الفائدة) ÷ 365
= (50,000 × 0.009) ÷ 365 = حوالي 1.23 يورو في اليوم
وبناءً على نوع الصفقة (شراء أو بيع)، قد يتم دفع هذه الرسوم أو استلامها، فإذا كانت الصفقة شراء لليورو مقابل بيع للين، فقد يحصل المتداول على هذا المبلغ، أما إذا كانت بيعًا فقد تُخصم منه كرسوم تبييت.
ملاحظة: يتم تكرار هذا الحساب يوميًا في حال استمرار الصفقة مفتوحة، كما يجب الانتباه إلى أن بعض شركات الوساطة قد تضيف هامشًا على هذه الرسوم كجزء من ربحها.
ما هي فوائد التبييت؟
على عكس الاعتقاد الشائع بأن رسوم التبييت في التداول دائمًا سلبية، إلا أن هناك العديد من الفوائد التي يمكن أن يستفيد منها المستثمرون والمتداولون من هذه الآلية، ومنها:
- إدارة المخاطر
يمكن اعتبار التبييت وسيلة فعالة للتقليل من المخاطر الناتجة عن تغيرات أسعار الفائدة أو أسعار الصرف، من خلال تبادل السيولة بين عملات تتفاوت في معدلات الفائدة، يستطيع المتداول أن يقي نفسه من تقلبات السوق غير المتوقعة.
- تحسين السيولة
يساهم التبييت في تحسين السيولة المالية في حساب التداول، حيث تُضاف الفوائد إلى رصيدك عند كونها إيجابية يمكن أن تعزز وضعك المالي وتزيد من قدرتك على إبرام صفقات جديدة.
- تخفيض تكلفة التمويل
في بعض الأحيان، يمكن أن يساهم التبييت في خفض تكلفة الاقتراض، خاصةً عندما يستفيد المتداول من الفرق في الفائدة بين العملات، مما يسمح له بالحصول على تمويل أكثر تكلفة مقارنة بالطرق التقليدية.
- توسيع نطاق الاستثمار
بفهم طريقة عمل التبييت، يستطيع المستثمرون استغلال الفرص في أسواق مالية جديدة لم تكن متاحة لهم من قبل، وهذا يتيح فرصة للتنوع في الاستثمارات والتركيز على أدوات مالية مختلفة.
- تنويع المحفظة الاستثمارية
فوائد التبييت تشمل أيضًا إمكانية تنويع المحفظة، فعبر دمج أدوات مالية تعتمد على التبييت، يمكن تقليل التأثير السلبي لأي حركة غير متوقعة في السوق وتحقيق توازن أفضل في الاستثمارات.
ما هي عمولات التبييت في التداول وكيف يتم احتسابها؟
عمولات التبييت هي ببساطة تكلفة الاحتفاظ بالصفقة مفتوحة طوال الليل وتُحسب على أساس الفارق بين معدل الفائدة للعملتين في الصفقة، وغالبًا ما يقوم الوسيط بنشر جدول رسوم التبييت على موقعه الإلكتروني، يُحتسب هذا الرسم يوميًا باستثناء عطلة نهاية الأسبوع، حيث تُحسب رسوم يوم الجمعة لثلاثة أيام (الجمعة، السبت، الأحد).
خلاصة: ما أهمية فوائد التبييت في استراتيجيات التداول؟
مع تزايد تعقيد الأسواق وتطور وسائل التداول، يُصبح استيعاب مزايا التبييت أكثر ضرورة من أي وقت مضى. إذا كنت تسعى لتعزيز الأداء المالي، أو تقليص المخاطر، أو الاستفادة من فجوات الفائدة، فإن التبييت يبقى وسيلة مهمة في يد المتداول الذكي، لذا من الضروري فهم ما يعنيه التبييت وما هي تكاليف التبييت في الفوركس قبل اتخاذ قرارات استثمارية تمتد لوقت طويل.