Cannot fetch data from server.

كيف تغيّر الأرباح المحتجزة مستقبل شركتك؟ دليل LDN الشامل

0 141

تسعى الشركات والمؤسسات دائمًا لتحقيق أرباح مستدامة باعتبارها العمود الفقري لاستمرارها ونموها في الأسواق، لكن ليس كل ما تحققه من أرباح يتم توزيعه على المساهمين مباشرة، فهناك جزء مهم تحتفظ به الشركات يُعرف باسم الأرباح المحتجزة، في هذا المقال من مدونة LDN سنكشف لك ما هي الأرباح المحتجزة ولماذا تلجأ إليها الشركات وكيف يمكن لتلك الاستراتيجية أن تغيّر مسار الأعمال وتزود من فرص استمرارها على المدى الطويل.

 

ماهي الارباح المحتجزة؟

الأرباح المحتجزة هي أداة مالية استراتيجية تمكّن الشركات من تمويل توسّعاتها وإطلاق منتجات جديدة أو حتى سداد ديونها دون الاعتماد الكامل على التمويل الخارجي لدعم خططها المستقبلية وتعزيز مركزها المالي، وهي الأرباح التي يتم احتجازها بعد إجراء توزيعات الأرباح، حيث قد تقرر إدارة الشركة عدم إجراء توزيع للأرباح أو توزيع جزء منها واحتجاز جزء آخر لتدعيم الموقف المالى للشركة أو لعدم توافر سيولة لتوزيع الأرباح. 

 

ما هي الخسائر المرحلة؟

فى الشركات الخاسرة قد نجد بند خسائر مرحلة بدلًا من الارباح المحتجزة إذا كانت الشركة تحقق خسائر سنة تلو الأخرى ولم يكن لديها أرباح محتجزة تكفى لتغطية تلك الخسائر، وهذا البند ينعكس بشكل مباشر على أسعار الأسهم فى البورصة بمجرد إعلان الميزانية، فى حالة سوق المال الكفء، فإذا حققت الشركة أرباحًا وتم توزيعها، ارتفع سعر السهم فى السوق، وإذا حققت خسائر وتم الإعلان عنها فإن سعر السهم ينخفض فى البورصة. 

 

أهمية الأرباح المحتجزة 

تمثل الارباح المحتجزة أحد الأعمدة الرئيسة في استراتيجية أي شركة تسعى للنمو والاستدامة، فهي ليست مجرد أموال مؤجلة عن التوزيع على المساهمين، بل أداة استثمار داخلي تمنح الشركة القدرة على تمويل توسعاتها وتعزيز قوتها المالية دون الاعتماد على القروض أو إصدار أسهم جديدة. 

تكمن أهمية الارباح المحتجزة في أنها: 

1- تتيح للشركات دعم خطط التوسع عبر تمويل صفقات الاستحواذ والاندماج، أو الدخول في شراكات جديدة، أو توسيع نشاطها جغرافيًا وإنتاجيًا.  

2- تساعد في تعزيز الاستثمار الداخلي من خلال تطوير منتجات وخدمات جديدة، وتمويل أقسام البحث والتطوير والتسويق لرفع القدرة التنافسية. 

3- تستخدمها الشركات أيضًا للوفاء بالتزاماتها وسداد ديونها، بما ينعكس على استقرارها المالي وتصنيفها الائتماني، ويزيد من فرص حصولها على تمويل بشروط أفضل مستقبلًا.  

4- تسهم هذه الأرباح في تحسين القيمة السوقية للشركة عبر إبراز قدرتها على إدارة مواردها بكفاءة، بل ويمكن أن تُستخدم كوسيلة لتعزيز السيولة من خلال شراء السندات وتوفير دخل إضافي ثابت. 

بفضل تلك الأسباب تُعد الارباح المحتجزة مؤشرًا مهمًا على قدرة الشركة على النمو المستدام، إذ تمنحها مرونة مالية تمكّنها من اغتنام الفرص الجديدة، ومواجهة التحديات الاقتصادية دون التضحية باستقرارها أو اللجوء إلى مصادر تمويل خارجية مرتفعة التكلفة. 

 

الفرق بين الأرباح المرحلة والارباح المحتجزة

على الرغم من أن كل من المصطلحين الأرباح المرحلة والارباح المحتجزة يشيران إلى أرباح الشركة غير الموزعة على المساهمين، إلا أن لكل منهما معنى محدد ودور مختلف في القوائم المالية. 

الأرباح المحتجزة في الميزانية: هي المبلغ الإجمالي من الأرباح الصافية التي حققتها الشركة منذ تأسيسها ولم يتم توزيعها على المساهمين سواء في صورة أرباح نقدية أو أسهم مجانية.

تحتفظ الشركة بهذا الرصيد لتمويل خطط النمو والتوسّع، وسداد الديون، وتحسين مركزها المالي، وتظهر الارباح المحتجزة ضمن بند حقوق المساهمين في الميزانية العمومية، باعتبارها انعكاسًا لقدرة الشركة على تحقيق أرباح مستدامة بمرور الوقت، وهذا ذكرناه من قبل. 

أما الأرباح المُرحَّلة: فهي جزء من الارباح المحتجزة، لكنها تمثل تحديدًا الرصيد المتراكم من فترة سابقة تم ترحيله إلى الفترة الحالية ليكون نقطة البداية لحساب الأرباح الجديدة، هذا الفصل يُظهر مقدار ما أضافته الشركة أو خصمته من أرباحها خلال الفترة الحالية ويساعد في تقييم الأداء المالي عبر فترات زمنية مختلفة. 

فمثلا: إذا حققت شركة ما أرباح صافية قدرها 100,000 دولار في عام 2023 ووزعت 30,000 دولار على المساهمين، فإن الأرباح المحتجزة ستزيد بمقدار 70,000 دولار، وستكون هذه القيمة هي الأرباح المُرحَّلة للعام التالي. 

هذا التمييز يعتبر من أهم الأدوات للمستثمرين والمحللين لفهم سياسة الشركة في توزيع الأرباح، ومقارنتها بأدائها السابق واتخاذ قرارات استثمارية أكثر وعيًا، كما يعطي صورة واضحة عن قوة الشركة المالية واستدامتها. 

 

إذا كنت تمتلك شركة ما وتريد أن تعلم الوضع المالي بالنسبة لشركتك لتستطيع اتخاذ قرارات سليمة، فيجب عليك أن تتعلم كيفية حساب الأرباح المحتجزة، تابع قراءة هذه المقالة وستتعرف على الطريقة.

 

كيفية حساب الارباح المحتجزة 

فهم طريقة حساب الأرباح المحتجزة يساعد على إدراك تأثيرها في الوضع المالي للشركة واتخاذ قرارات سليمة بشأن توزيع الأرباح أو إعادة استثمارها، فيما يلي خطوات واضحة لحساب الأرباح المحتجزة: 

  1. اجمع المعلومات الأساسية من القوائم المالية
    مثل رصيد الأرباح المحتجزة في بداية الفترة (الأرباح المرحّلة)، نتائج قائمة الدخل لصافي الربح أو الخسارة للفترة، ومبالغ أو أنواع توزيعات الأرباح المعتمدة من قِبل مجلس الإدارة (نقدية، أسهم، أو توزيعات عينية)، بالإضافة إلى أي تحويلات أو تعديلات محاسبية تؤثر على الحساب. 
  2. استخرج صافي الربح أو الخسارة من قائمة الدخل بعد خصم المصروفات من الإيرادات
    يجب التأكد من شمول البنود الاستثنائية والمصروفات المؤجلة إن وجدت لضمان دقة المبلغ المنقول إلى حساب الأرباح المحتجزة. 
  3. حدِّد إجمالي ما سيتم توزيعه على المساهمين وفق سياسة الشركة وقرارات مجلس الإدارة
    سواء كانت توزيعات نقدية أو توزيعات أسهم أو أي تحويلات أخرى تُخصم من رصيد الأرباح المحتجزة. 
  4. تطبيق حساب الأرباح المحتجزة معادلة الأساسية
    رصيد الأرباح المحتجزة الختامي = رصيد البداية + صافي الربح (أو الخسارة) − توزيعات الأرباح 

تلك المعادلة تبين بوضوح كيف تنمو الأرباح المحتجزة أو تقلّ تبعًا لأداء الشركة وقرارات التوزيع. 

 

في نهاية كل فترة يتم نقل نتائج قائمة الدخل إلى حساب الارباح المحتجزة عبر قيد الإغلاق، ويُعرض الرصيد النهائي ضمن بند حقوق المساهمين في قائمة المركز المالي، كما يمكن لبعض الشركات أن تقوم بعمل «قائمة الأرباح المحتجزة» لعرض حركة هذا الحساب بشفافية أمام المستثمرين والمحللين. 

يجب أن تعلم أن دقة حساب الارباح المحتجزة تعتمد على جودة البيانات وسياسات التوزيع المتبعة، لذلك من الأفضل أن تعتمد على ضوابط داخلية ومراجعة محاسبة لضمان عرض رصيد الأرباح الخاص بشركتك بصورة تعكس الواقع المالي للشركة بشكل فعلي. 

كأي أداة في عالم الاستثمار تمنح الشركات الكثير من الفوائد عند استخدامها ستجد بها أيضًا بعض السلبيات، فيما يلي سنتعرف على أهم عيوب الارباح المحتجزة ومزاياها.  

 

مزايا الارباح المحتجزة 

تلجأ الشركات الناجحة إلى الارباح المحتجزة باعتبارها وسيلة تمويلية استراتيجية، لما تمنحه من فوائد واضحة، أهمها: 

  1. تمويل ذاتي دون أعباء إضافية
    حيث تمنح الأرباح المحتجزة الشركة مصدر تمويل داخلي لا يتطلب تقديم ضمانات أو رهن أصول، ما يسهّل تمويل التوسعات والمشروعات الجديدة. 
  2. تجنّب تكاليف الطرح والإجراءات القانونية
    بمعنى أنه يتيح الاحتفاظ بجزء من الأرباح للشركة والاستغناء عن إصدار أسهم أو سندات جديدة، وبالتالي تخفيف المصاريف والتبعات القانونية المرتبطة بذلك. 
  3. تقليل المخاطر المالية
    غالبًا ما يكون استثمار الارباح المحتجزة أو توجيهها لسداد الديون أقل مخاطرة مقارنة بتوظيف الأرباح في مشاريع ذات عوائد غير مضمونة. 

 

عيوب الأرباح المحتجزة 

رغم مميزاتها العديدة، قد يؤدي الإفراط في الاعتماد على الارباح المحتجزة إلى آثار سلبية، أبرزها: 

  1. حجز الأرباح بشكل متكرر قد يثير استياء المساهمين
    خصوصًا إذا انعكس ذلك على دخلهم المتوقع. 
  2. احتجاز مبالغ كبيرة من الأرباح قد يثير شكوكًا
    حول كفاءة الإدارة المالية للشركة أو خططها المستقبلية. 
  3. التأثير على قيمة السهم
    حيث أنه قد تلجأ الشركة لتعويض المساهمين بإصدار أسهم مجانية بدلًا من النقدية ما يؤدي إلى تخفيض قيمة السهم في السوق. 
  4. تراجع جاذبية الشركة للمستثمرين قصيري الأجل
    بسبب أن المستثمرين الباحثين عن أرباح سريعة قد يفضلون شركات تقدم توزيعات أعلى بدلًا من الاحتفاظ بالأرباح.
  5. لا تمنح الأرباح المحتجزة مزايا أو إعفاءات ضريبية إضافية للشركة
    مقارنة بطرق التمويل الأخرى.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.