استقرت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية مساء الثلاثاء، بعد جلسة متقلبة في وول ستريت، حيث يواصل المستثمرون تقييم التطورات الجديدة في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب نتائج أرباح البنوك الكبرى وتصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.
تداولت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 دون تغير يُذكر، في حين تراجعت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 بنسبة طفيفة بلغت 0.1%. أما العقود الآجلة لمؤشر داو جونز فظلت شبه مستقرة.
أغلقت الأسواق الأمريكية على تباين خلال جلسة التداول، حيث انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 0.2%، وتراجع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.7%، بينما صعد مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.4%.
وجاء هذا الأداء في ظل أجواء من التوتر المتصاعد بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على السلع الصينية، ردًا على قيود فرضتها بكين على تصدير المعادن النادرة، مما أثار موجات من الحذر في الأسواق المالية. وازدادت حدة التوتر هذا الأسبوع بعدما أشار ترامب إلى احتمال وقف التبادل التجاري مع الصين في قطاع الزيوت النباتية، متهمًا بكين بـ”التعمد في عدم شراء فول الصويا الأمريكي”، وواصفًا ذلك بأنه “عمل عدائي اقتصاديًا”.
في المقابل، اتخذت الصين خطوات مضادة، حيث فرضت عقوبات على خمس شركات تابعة لشركة “هانوا أوشن” الكورية الجنوبية المرتبطة بمصالح أمريكية، في خطوة اعتبرها مراقبون ردًا على تحقيق أمريكي بشأن هيمنة الصين على صناعة بناء السفن. كما فرض الطرفان رسومًا متبادلة على السفن المرتبطة بكل جانب، مما أضفى مزيدًا من التصعيد البحري على النزاع التجاري.
وفي هذا السياق المتوتر، توجهت الأنظار إلى تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول خلال مشاركته في فعالية اقتصادية، حيث أكد أن التوقعات بشأن التوظيف والتضخم لم تشهد تغيرًا كبيرًا منذ اجتماع سبتمبر. وأشار إلى أن الاقتصاد الأمريكي يسير على مسار أكثر متانة مما كان متوقعًا، لكنه حذر في الوقت نفسه من مؤشرات على ضعف سوق العمل. وقد فُسرت تصريحاته من قبل الأسواق على أنها تميل إلى التيسير النقدي، مما عزز التوقعات بخفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من عام 2025.
على صعيد نتائج الأعمال، بدأت البنوك الأمريكية الكبرى في إعلان أرباحها، حيث سجلت نتائج قوية ولكن بتفاعل متفاوت في السوق. تفوقت “غولدمان ساكس” على التوقعات بدعم من ارتفاع إيرادات أنشطة الخدمات المصرفية الاستثمارية، في حين رفعت “جي بي مورغان” توقعاتها لصافي دخل الفوائد لعام كامل بعد ربع مالي قوي. كذلك، أعلنت “ويلز فارجو” عن أرباح فاقت التوقعات بفضل زيادة نشاط الصفقات وتحسن الأداء الائتماني.
وشهد القطاع المصرفي عمومًا أداءً جيدًا، رغم بعض التراجعات الفردية في الأسهم. وتتحول الأنظار اليوم إلى نتائج كل من “بنك أوف أمريكا” و”مورغان ستانلي” وعدد من المؤسسات المالية الأخرى.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.