قد يبدو أن التداول مسألة حسابية فقط أليس كذلك! ولكن احرص يا عزيزي فهنالك عامل خفي يميز ويحدث فارق كبير بين المتداول الناجح وغيره، ويكمن السبب وراء هذا الفارق في الجانب النفسي، فما نفكر به داخل عقولنا يظهر على أفعالنا مهما تظاهرنا بعكس ذلك، وما يسيطر على عواطفنا هو مصيرنا في التداول، لذلك سنبحر سويًا داخل أعماقنا ومشاعرنا لنتعلم أكثر عن سيكولوجية التداول، وفي ذلك المقال من مدونة LDN سنكشف لك الجانب النفسي من التداول، ونعلمك كيف تتحكم في مشاعرك قبل أن تتحكم هي في أموالك.. استعد لتغيير طريقة تفكيرك في السوق تمامًا.
سيكولوجية التداول
سيكولوجية التداول هي مجموعة من المشاعر والسلوكيات التي تؤثر على قرارات المتداول أثناء تفاعله مع الأسواق المالية، فهي ليست مجرد مفهوم نظري، بل عامل حقيقي يحدد نجاح أو فشل الكثير من صفقات التداول.
عندما تدخل السوق أنت لا تواجه فقط الأرقام والمؤشرات بل أيضًا مشاعرك الداخلية مثل: الخوف من الخسارة، والطمع في المزيد من الأرباح، والقلق من تفويت الفرص، والتردد في اتخاذ القرار.. كل تلك المشاعر قادرة على دفعك لاتخاذ قرارات غير منطقية، حتى لو كنت تمتلك خطة تداول قوية وتحليلًا فنيًا دقيقًا، لذا دعنا نخبرك عزيزي القارئ كيف يمكنك تحسين سيكولوجية التداول لديك.
كيفية تحسين سيكولوجية التداول
تحسين سيكولوجية التداول يبدأ من داخلك، حيث يمكنك بناء عادات تساعدك على التحلي بالهدوء والثقة.
- مارس التأمل
دقائق يوميًا من الهدوء تساعدك على التخلص من التوتر وتصفية ذهنك قبل اتخاذ أي قرار. - تقبل الخسارة
الخسارة ليست نهاية العالم بل جزء طبيعي من أي استراتيجية ناجحة، المهم هو كيف تتعامل معها بدون ذعر.
- سجل كل صفقة تقوم بها
الاحتفاظ بدفتر تداول يسجّل فيه كل خطوة قمت بها وأسبابها، يساعدك على التعلم من أخطائك ومعرفة أنماطك السلوكية. - تعلم باستمرار
كل يوم في السوق هو درس جديد.. اقرأ وشاهد واسأل، حيث أن فهمك الأعمق للسوق يعزز ثقتك ويقلل من ارتباكك.
سيكولوجية الفوركس
سوق الفوركس هو سوق أرقام ولكنه ليس آلي حيث أن مشاعر المتداولين تؤثر فيه سواء كانوا محترفين أو مبتدئين فإن تأثرهم النفسي بعدة عوامل يؤثر بشكل ملحوظ على سوق الفوركس، إليك أهم تلك العوامل:
-
الثقة الزائدة
الثقة بالنفس مهمة، لكن في سوق سريع ومتقلب مثل الفوركس، الثقة الزائدة قد تكون عدوك الأول، بعض المتداولين يحققون ربحًا في صفقة أو اثنتين، فيبدأون في الدخول بحجم أكبر من المخاطرة دون تحليل كافٍ، معتقدين أنهم فهموا السوق وهنا تحدث الأخطاء الكبيرة.
-
الربط العاطفي
كثير من المتداولين يربطون أنفسهم بزوج عملات معين أو بأسلوب تداول محدد حتى لو لم يعد فعّالًا، التعلق العاطفي يمنعهم من رؤية الواقع بوضوح ويجعلهم يكررون نفس الأخطاء، فقط لأنهم مرتاحين مع طريقة ما.
-
الخوف والطمع
المتداول العاطفي إما يخاف من الخسارة فيغلق الصفقة مبكرًا، أو يطمع في أرباح أكبر فينتظر كثيرًا ويفقد كل شيء. الموازنة بين الخوف والطمع تحتاج إلى تدريب نفسي مستمر.
-
التحيّز التأكيدي
من أخطر أنماط التفكير في الفوركس هو أن تبحث فقط عمّا يؤكد وجهة نظرك، يعني لو كنت تتوقع صعود اليورو مثلًا ستبدأ في تجاهل كل الإشارات التي تقول العكس وتبحث فقط عن الأدلة التي تدعم فكرتك، النتيجة؟ مخاطرة كبيرة.
علم النفس في التداول
علم النفس في التداول هو من أهم الأعمدة للنجاح في الأسواق المالية، قد تمتلك أفضل استراتيجية وأقوى أدوات تحليل لكن إن لم تكن حالتك النفسية متزنة فستفقد السيطرة. في الواقع، علم النفس في التداول ليس رفاهية بل ضرورة لفهم كيف تؤثر مشاعرك على قراراتك:
التحكم في المشاعر
الأسواق متقلبة والأرباح والخسائر يمكن أن تتغير في لحظة، القدرة على الحفاظ على الهدوء أثناء الخسارة أو عدم الاندفاع وقت المكسب، هو ما يصنع الفرق بين متداول ناجح وآخر متهور.
التصرف تحت الضغط
عند وجود أخبار قوية أو حركات مفاجئة في السوق، يبدأ الكثيرون في اتخاذ قرارات سريعة بدافع التوتر، التأني هنا هو الحل وعلم النفس يدربك على أن تنتظر قليلاً قبل الضغط على زر البيع أو الشراء.
التداول العاطفي
هو أكبر عدو للنجاح في الأسواق المالية حيث أنه السبب الرئيسي وراء قرارات متسرعة، وصفقات غير مدروسة، وخسائر كان من الممكن تجنبها، ويمكن تعريفه ببساطة أنه عبارة عن المشاعر التي تسيطر عليك فتجعلك تتخذ قراراتك باندفاع وتهور.
كيف تؤثر المشاعر على التداول؟
- الخوف من الخسارة يجعلك تغلق صفقة رابحة بسرعة أو تتردد في دخول صفقة واضحة.
- عندما تربح قد ترفض إغلاق الصفقة طمعًا في المزيد حتى تنقلب الأمور.
- بعد الخسارة تبدأ تلوم نفسك وتدخل صفقة جديدة بسرعة لتعويض ما فاتك.
- تنجح مرة أو مرتين، فتصير واثق زيادة عن اللزوم وتبدأ تخاطر بدون حساب.
- تخسر وتفقد السيطرة، فتبدأ تدخل السوق بشكل عشوائي وهنا تبدأ الانهيارات.
بعد أن تعرفنا علي سيكولوجية التداول والتداول العاطفي وتأثيره السلبي.. إليك نصائح لتجنب التداول العاطفي لتتمكن من التخطيط والتداول بشكل سليم.
نصائح لتجنب التداول العاطفي
إنها معادلة في غاية السهولة (النجاح في التداول = التحكم في عواطفك) وإليك أهم النصائح التي ستساعدك في كسر هذا الحاجز:
ضع خطة تداول واضحة واتبعها
بدون خطة، ستجد نفسك فريسة للسوق وستنجرف مع السوق بالعاطفة ليس بالعقل.. حدد متى تدخل الصفقة ومتى تخرج ونسبة المخاطرة والأهداف وابقَ ملتزم بخطتك.
حدد نسبة مخاطرة مناسبة
الضغط النفسي يزيد كلما خاطرت بمبلغ كبير، اختر نسبة مخاطرة لا تؤثر على حالتك النفسية وغالبًا تكون بين 1-2% من رأس المال في الصفقة الواحدة.
افصل بين التداول وحياتك الشخصية
إذا كنت تمرّ بضغوط شخصية أو نفسية، فمن الأفضل أن تبتعد عن التداول في تلك الفترة، فالعقل المشغول بالمشكلات يتّخذ قرارات متسرعة غالبًا ما تكون خاطئة.
تعلّم التوقّف عند الحاجة
إذا شعرت بأن التوتر بدأ يسيطر عليك، أو أن مشاعرك بدأت تتحكم في قراراتك، أوقف التداول فورًا وخذ وقتًا للراحة، ثم عد عندما تكون أكثر هدوءً.
تجنّب مراقبة السوق باستمرار بعد الصفقة
ليس من الضروري أن تتابع كل حركة في السوق، فالتوتر يزداد مع كل دقيقة تقضيها أمام الرسم البياني، حدد وقتًا للمراقبة وتابع تحركاتك بحكمة.
في النهاية سيكولوجية التداول ليست أمر هين أو يمكن تجاهله، بل هي أساس النجاح الحقيقي في عالم الأسواق المالية، كل قرار تتخذه وكل خطوة تقوم بها في التداول تتأثر بشكل مباشر بحالتك النفسية، لذلك تعلم كيف تتحكم في مشاعرك وكيف تفكر بعقلية المتداول المحترف.
الأسئلة الشائعة عن سيكولوجية التداول
ما المقصود بسيكولوجية التداول؟
هي دراسة تأثير المشاعر والسلوك النفسي على قرارات المتداول.
لماذا تعتبر الحالة النفسية مهمة في التداول؟
لأن الخوف أو الطمع قد يؤديان إلى قرارات خاطئة تؤثر على الأرباح.
كيف أتحكم في مشاعري أثناء التداول؟
بالتدريب على الانضباط، ووضع خطة تداول، والابتعاد عن العشوائية.
ما هو التداول العاطفي؟
هو اتخاذ قرارات بناءً على المشاعر بدلاً من التحليل والخطة.
هل يمكن تحسين سيكولوجية التداول؟
نعم، من خلال الوعي الذاتي، والتجربة، والالتزام بالخطة.
هل تؤثر سيكولوجية السوق على الأسعار؟
نعم، مشاعر السوق مثل التفاؤل أو الذعر تؤثر بشكل كبير على الاتجاهات.