رئيسة وزراء اليابان الجديدة، ساناي تاكائيتشي، تعد حزمة تحفيز اقتصادي من المتوقع أن تتجاوز 13.9 تريليون ين (أي ما يزيد عن 92 مليار دولار)، لمساعدة الأسر على مواجهة التضخم، وفقاً لمصادر حكومية مطلعة على الخطة.
وتُعد هذه الحزمة أول مبادرة اقتصادية كبيرة لتاكائيتشي منذ توليها المنصب، وهي معروفة بتأييدها للإنفاق المالي الواسع، حيث أكدت التزامها بما تصفه بـ”سياسة مالية استباقية مسؤولة”. وترتكز الحزمة على ثلاثة محاور رئيسية: إجراءات لمكافحة التضخم، واستثمارات في الصناعات المستقبلية، وتعزيز الأمن القومي.
كجزء من تدابيرها لمواجهة التضخم، تعتزم حكومة تاكائيتشي إلغاء الضريبة المؤقتة على البنزين بشكل سريع، إلى جانب توسيع المنح المقدمة إلى الحكومات المحلية، مع تركيز خاص على دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة التي لا تستفيد من الحوافز الضريبية الحالية لزيادة الأجور.
وتشمل الحزمة أيضاً استثمارات في قطاعات النمو مثل الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات، ضمن توجه الحكومة نحو تنمية استراتيجية للاقتصاد الوطني. وتجري حالياً عملية تحديد الحجم النهائي للحزمة، ومن المتوقع الإعلان عنها في وقت قريب.
وتسعى الحكومة إلى تمويل هذه الإجراءات من خلال إعداد ميزانية تكميلية للسنة المالية الحالية، مع خطط لتمريرها في الدورة الاستثنائية المقبلة للبرلمان. وإذا تجاوز الإنفاق المتوقع التقديرات الأولية، فقد تضطر الحكومة إلى إصدار سندات لتمويل العجز، مما يثير تساؤلات حول كيفية تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والانضباط المالي.
ويرى محللون أن هذه الخطة تتماشى مع برنامج تاكائيتشي الانتخابي داخل الحزب الحاكم، ولا تختلف كثيراً عن سياسات الحكومات السابقة التي استخدمت عائدات الضرائب الإضافية الناتجة عن التضخم لتمويل ميزانيات تكميلية كبيرة لدعم الأسر الضعيفة، بدلاً من التركيز على تحقيق فائض أولي في الميزانية.
تاكائيتشي، أول امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء في اليابان، تُعد من أبرز المؤيدين لسياسات التحفيز الاقتصادي التي تبناها رئيس الوزراء الراحل شينزو آبي، والمعروفة باسم “أبينوميكس”، حيث تدعو إلى زيادة الإنفاق وخفض الضرائب، كما تعهدت بإعادة تعزيز دور الحكومة في توجيه السياسة النقدية، على الرغم من أن تنفيذ السياسات النقدية يبقى من اختصاص بنك اليابان المركزي.
ويتابع المستثمرون عن كثب توجهات الحكومة الجديدة، خاصة أن اليابان تُعد واحدة من أكثر الدول مديونية في العالم، ما يجعل كل خطوة مالية جديدة محط اهتمام الأسواق.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.