بعد صعود كبير للأسهم الأمريكية، بدأت العقود الآجلة بالتراجع، وهو ما يشير إلى أن المستثمرين لم يطمئنوا بعد. قرار الرئيس ترامب بتأجيل الرسوم الجمركية على معظم الدول لمدة 90 يومًا مما أعطى دفعة مؤقتة للأسواق، لكن استمرار فرض الرسوم على الصين رفع منسوب القلق، خصوصًا أن الصين ردت بتطبيق تعريفات عالية على السلع الأمريكية.
والصراع التجاري بين واشنطن وبكين دخل مرحلة جديدة، حيث رفعت أمريكا الرسوم على الصين إلى 125%، وردّت الصين برفع رسومها إلى 84%. هذا التصعيد يزيد من المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي، ويجعل الأسواق غير مستقرة. المستثمرون الآن يتعاملون بحذر لأن هذا النوع من التصعيد يضغط على الشركات ويُربك حركة التجارة العالمية.
وانخفضت أسعار النفط بعد أن كانت قد ارتفعت الي مستويات 63$ دولار، بسبب مخاوف من ضعف الطلب العالمي نتيجة الحرب التجارية، خاصة من الصين التي تُعد أكبر مستورد للنفط. في الوقت نفسه، تترقب الأسواق صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة، لأنها ستوضح إن كانت الرسوم الجمركية بدأت ترفع الأسعار فعلاً، وهو ما قد يؤثر على قرارات الفيدرالي بشأن الفائدة.
وخفّض بنك غولدمان ساكس توقعاته لنمو الاقتصاد الصيني إلى 4.0% في عام 2025 و3.5% في 2026، بعدما كانت التقديرات تشير إلى 4.5% و4.0%. وجاء التخفيض بسبب رفع الولايات المتحدة الأمريكية الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 125%. مما اثر هذا القرار بشكل مباشر على التوقعات الاقتصادية للصين.
وكما أوضح غولدمان ساكس أن ارتفاع الرسوم من 11% إلى 125% منذ بداية ولاية ترامب قد يؤدي إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للصين بنحو 2.6 نقطة مئوية، منها 2.2 نقطة في عام 2025 وحده. ومن المتوقع أن تقوم الحكومة الصينية باتخاذ إجراءات تحفيزية أكبر، مثل خفض أسعار الفائدة بواقع 60 نقطة أساس خلال هذا العام، وزيادة حجم العجز المالي ليصل إلى 14.5% من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة بـ10.4% العام الماضي.