تشهد أسواق الصرف العالمية حالة من التقلبات المتزايدة نتيجة التباين في سياسات البنوك المركزية، والتحولات في التجارة الدولية، وارتفاع مستويات عدم اليقين السياسي. مع اتباع الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي والبنك المركزي الكندي والبنك الياباني مسارات نقدية مختلفة، تزداد صعوبة التنبؤ بالاتجاهات الاقتصادية، ما يفرض تحديات ملموسة على المؤسسات والشركات في إدارة المخاطر المالية.
شهدت الولايات المتحدة خفضاً متوقعاً في الفائدة، إلا أن تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي أشارت إلى أن أي خفض إضافي في المستقبل ليس مؤكداً، ما عزز الطلب على الدولار في الأسواق العالمية. في المقابل، حافظ كل من البنك المركزي الأوروبي والبنك الياباني على أسعار الفائدة دون تغيير، بينما خفّض البنك الكندي معدلات الفائدة مع الإشارة إلى قرب انتهاء دورة التيسير النقدي، ما يعكس مرحلة انتقالية في سياساته النقدية.
على صعيد العلاقات التجارية، أظهرت التطورات الأخيرة بين الولايات المتحدة والصين مؤشرات على تهدئة التوترات، حيث تم الاتفاق على خفض بعض الرسوم الجمركية الأمريكية مقابل تعزيز مشتريات الصين للمنتجات الزراعية الأمريكية. هذه التطورات عززت التفاؤل حول إمكانية استقرار العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، ما دعم قوة الدولار.

من الناحية الفنية يتداول مؤشر الدولار الأمريكي أسفل مستوى المقاومة 100.10$ ومن المرجح للأسعار إختراقها لأعلى لنستهدف مستوى 100.25$ وينتفي هذا السيناريو بكسر مستوى الدعم 98.55$ لأسفل.
في الأسواق المالية، يواصل قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي جذب اهتمام المستثمرين، مع توقعات إيجابية لأداء الشركات الكبرى، بما في ذلك أبل وأمازون، مما يعكس استمرار الزخم العالمي في مجال الابتكار التكنولوجي ويؤكد على أثره على تحركات رؤوس الأموال العالمية.
في المقابل، يعاني الجنيه الإسترليني من ضغوط كبيرة مقابل الدولار واليورو، نتيجة المخاوف من السياسة المالية المرتقبة والمزيد من التيسير النقدي المحتمل من البنك المركزي البريطاني، بينما يستمر الفرنك السويسري في الارتفاع، مدعوماً بتحفظات البنك الوطني السويسري لمنع قوته المفرطة، مع ترقب الأسواق لأي بيانات اقتصادية أو تحركات نقدية قد تؤثر على مسار العملات.

من النظرة الفنية يتداول زوج الباوند دولار في إتجاه هابط ومن المرجح للأسعار إستهداف مستوى الدعم 1.2955$ وفي حال عدم ثبات الاسعار أعلى هذا المستوى فمن المرجح إستهداف مستوى 1.2710.
بوجه عام، يظل الدولار في موقع القوة، مدعوماً بالبيانات الاقتصادية الأمريكية واستمرار التيسير النقدي الحذر، في حين يواجه كل من اليورو والجنيه الإسترليني تحديات داخلية تتطلب مراقبة دقيقة للبيانات الاقتصادية والسياسات النقدية المقبلة لتقييم اتجاهات السوق في الفترة القادمة.
يمكنك الأن الأستفادة من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.




