في خطوة جديدة ضمن السياسات التجارية الحمائية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تم الإعلان عن فرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على السيارات المستوردة. هذه الخطوة تزيد من حدة الحرب التجارية العالمية، حيث تسببت في تراجع حاد في أسواق السيارات الآسيوية بشكل خاص، التي تعتبر السوق الأمريكية من أهم أسواقها. حيث استوردت الولايات المتحدة في 2024 سيارات ومنتجات بمبالغ ضخمة، وهو ما يجعل هذه التعريفات ضربة كبيرة للاقتصادات المعتمدة على تصدير السيارات إلى أمريكا.
ومن الناحية الفنية، شهدت أسواق الأسهم تراجعًا ملحوظًا في أسهم الشركات الكبرى مثل تويوتا ومازدا في اليابان، وهيونداي وكيا في كوريا الجنوبية، نتيجة لهذه الرسوم الجديدة. والشركات الأمريكية الكبرى أيضًا تأثرت، خاصة في ضوء تكاملها العميق مع المصانع والموردين في المكسيك وكندا. هذا الضغط يهدد بتقليص أرباح الشركات المصنعة للسيارات في المدى القصير.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تشير التوقعات إلى أن هذه التعريفات ستؤدي إلى زيادة الأسعار على المستهلكين الأمريكيين، مما سيؤثر على الطلب على السيارات الجديدة ويؤدي إلى تقليل من خيارات المستهلكين. وفقًا للمحللين، سيكون لهذا تأثير طويل المدى على السوق العالمية، حيث يمكن أن يؤدي إلى تباطؤ اقتصادي أكبر في القطاعات المتأثرة.
ورغم أن ترامب يرى في هذه التعريفات وسيلة لزيادة الإيرادات وتحفيز الصناعة الأمريكية، إلا أن الخبراء يحذرون من أن هذا قد يؤدي إلى تراجع في النمو الاقتصادي على المدى الطويل بسبب التكلفة المرتفعة على المستهلكين والشركات. وفي الوقت نفسه، تدرس العديد من الدول المتضررة مثل كندا والاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراءات انتقامية قد تؤدي إلى تصعيد أكبر في الحرب التجارية.
على صعيد آخر، شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في التداولات الآسيوية يوم الخميس، نتيجة تزايد الطلب على الملاذات الآمنة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على كافة واردات السيارات، مما يعد تصعيدًا في استراتيجيته التجارية. جاء هذا التحرك بعد موجة من المخاوف في الأسواق من أن المزيد من التهديدات التجارية قد تتحقق، مما دفع المتداولين إلى الاتجاه نحو الذهب كحماية من المخاطر.
ومن جانب آخر، رفعت “غولدمان ساكس” تقديراتها لسعر الذهب بنهاية 2025 إلى 3,300 دولار للأونصة، مع توقعات باستمرار تدفق الأموال إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالطلب القوي من البنوك المركزية، خصوصًا في الأسواق الناشئة وآسيا. مع استمرار الطلب على الذهب كتحوط ضد التقلبات الاقتصادية، حيث يُتوقع أن تصل الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة قد تتجاوز 3,600 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2025، وهو ما يعكس قوة الأداء الفني والاقتصادي للمعدن الأصفر في الفترة القادمة.
وانتقدت الحكومة الألمانية وجمعية صناعة السيارات الألمانية التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على واردات السيارات، معتبرين أن هذه الخطوة ستضر بالاقتصادين الأوروبي والأمريكي. وقد دعا وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، إلى رد حازم من الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى ضرورة بدء مفاوضات عاجلة لتجنب التصعيد في الحرب التجارية العالمية.
وأثرت هذه التعريفات بشكل ملحوظ على أسواق الأسهم، حيث شهدت أسهم شركة فولكس فاجن، الأكثر تأثرًا بهذه الرسوم نظرًا لارتباطها الكبير بالمكسيك، تراجعًا بنسبة 5.1% في تداولات ما قبل السوق. كما سجلت أسهم شركات مرسيدس بنز وBMW ودايملر تراجعًا بحوالي 3.5%، في حين انخفضت أسهم شركة كونتيننتال الموردة للمكونات بنسبة 2.9%.
وعلى الرغم من هذه المخاوف، أظهرت دراسة من معهد IfW الاقتصادي أن ألمانيا لن تكون الأكثر تضررًا من التعريفات، حيث يُتوقع أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي الألماني بنسبة 0.18% في السنة الأولى بعد تطبيق الرسوم، مقارنةً بتأثير أكبر على الاقتصاد المكسيكي بنسبة 1.81%.
وفي آسيا، شهدت الأسواق تراجعات ملحوظة نتيجة لتعريفات ترامب الجمركية، ما أثار قلقًا واسعًا بشأن تداعياتها على الأجندة التجارية الأمريكية. حيث كانت أسواق الأسهم اليابانية الأكثر تأثرًا بسبب تركيز مؤشر نيكاي الكبير على شركات السيارات والتكنولوجيا، بينما كانت الأسواق الصينية أكثر استقرارًا.
كما تأثر قطاع التكنولوجيا وصناعة الرقائق بشكل ملحوظ بعد مخاوف من حدوث فائض في إمدادات مراكز البيانات والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي. حيث تراجعت أسهم شركات كبرى مثل TSMC وHon Hai بنسبة تصل إلى 2.4%، بينما هبطت أسهم SK Hynix في كوريا الجنوبية بحوالي 2%، إثر تقرير يشير إلى تراجع الطلب على خدمات مراكز البيانات الخاصة بالذكاء الاصطناعي.
