ارتفع الدولار بشكل واسع يوم الخميس مع تقييم المستثمرين لتصريحات الرئيس الأميركي الأخيرة بشأن مستقبل رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بينما ضغطت المخاوف المرتبطة بانتخابات حاسمة في اليابان على الين. وارتفع الدولار بنسبة 0.44% مقابل اليورو، مما أعاده إلى مستوياته التي كان عليها قبل الارتفاع الحاد الذي شهده مساء الأربعاء، بعد أن أثارت التكهنات حول احتمال إقالة رئيس الفيدرالي قبل انتهاء ولايته في مايو 2026 قلق الأسواق بشأن استقرار النظام المالي الأميركي.
في حين نفى الرئيس الأميركي نيته إقالة رئيس الفيدرالي، إلا أنه لم يستبعد ذلك بشكل قاطع وجدد انتقاده لسياسات الفائدة المرتفعة، مطالباً بتيسير نقدي أسرع. وبالرغم من التراجع الذي شهده زوج اليورو/دولار بعد صدور التصريحات، بقي اليورو يتداول فوق مستوى 1.1600 في الساعات الأولى من الصباح، أي أعلى بحوالي 0.5% من مستوياته قبل صدور التصريحات. لكن العملة الأوروبية عادت لاحقاً إلى مستويات ما قبل الارتفاع، ما يعكس استعداد الأسواق للتراجع الكامل عن رد الفعل الأولي.
في المقابل، تعرض الين لضغوط بفعل حالة الترقب لانتخابات اليابان المقبلة، إضافة إلى عدم التوصل بعد لاتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، ما يهدد بفرض رسوم جمركية إضافية قريباً. وكان الين قد سجل أدنى مستوياته مقابل اليورو منذ عام، بالتزامن مع نتائج استطلاعات رأي أشارت إلى احتمال فقدان الائتلاف الحاكم في اليابان أغلبيته في مجلس الشيوخ. وتراجع الين بنسبة 0.6% إلى 148.73 أمام الدولار، بعد أن لامس أضعف مستوى له منذ بداية أبريل، كما تراجع بنسبة 0.1% مقابل اليورو ليصل إلى 172.27.
وأجرت اليابان محادثات هاتفية مع الجانب الأميركي حول ملف الرسوم، وسط بيانات أظهرت تراجع الصادرات اليابانية للشهر الثاني على التوالي، ما يؤكد التأثير السلبي المتزايد للتوترات التجارية. ويشير محللون إلى أن الانتخابات والرسوم والعلاقات مع الولايات المتحدة تشكل أسباباً منطقية للضغط على الين في الوقت الراهن، خاصة في ظل رؤية الأسواق لهذه الانتخابات كنقطة مفصلية في تقييمها للعملة اليابانية.
وتتركز أنظار المستثمرين حالياً على الموعد النهائي في 1 أغسطس، حيث من المتوقع فرض رسوم أعلى على عدد من الشركاء التجاريين، بعد أن فشلت اليابان في إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة قبل انتهاء التهدئة المؤقتة في 9 يوليو. وتشير تقارير إعلامية محلية إلى ترتيبات لعقد اجتماع بين رئيس الوزراء الياباني ووزير الخزانة الأميركي في طوكيو يوم الجمعة، قد يتناول الجانبان خلاله قضايا تجارية، في وقت يواجه فيه رئيس الوزراء اختباراً انتخابياً حاسماً يوم الأحد، وسط توقعات بتراجع أداء ائتلافه الحاكم، وهو ما قد يزيد الضغط من أجل تنفيذ حوافز مالية جديدة.
في أسواق العملات الأخرى، تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.2% إلى 1.3395 دولار، بينما هبط الدولار الأسترالي بنسبة 1% إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من ثلاثة أسابيع عند 0.6460، بعد بيانات ضعيفة للوظائف وارتفاع معدل البطالة إلى أعلى مستوياته منذ أواخر 2021. كما تراجع الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.54% إلى 0.5914.
ويتزايد الجدل في الأسواق حول سياسة الفيدرالي، حيث أشار بعض المحللين إلى أن تحولاً أكثر ميلاً للتيسير النقدي قد يعيد التضخم ويؤدي إلى عوائد حقيقية سالبة على السندات الأميركية، مما قد يُضعف الدولار على المدى المتوسط إلى الطويل، ويثير تساؤلات حول استقلالية وموثوقية السياسة النقدية الأميركية، مع احتمالات متزايدة لتقلبات كبيرة في الأسواق.
وفي هذا السياق، تجذب بيانات مبيعات التجزئة الأميركية لشهر يونيو وبيانات تدفقات رؤوس الأموال المنتظرة أهمية كبيرة، مع سعي الأسواق إلى تقييم مدى تأثير السياسات التجارية والرسوم على جاذبية السندات الأميركية بالنسبة للمستثمرين الأجانب.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.