أثناء عودة الرئيس الأمريكي إلى واشنطن على متن طائرته الرئاسية، طرح أحد الصحفيين سؤالاً لدونالد ترامب حول ما إذا كان إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، سيسعى إلى خفض الميزانية في وزارة الدفاع الأمريكية. لكن إجابة ترامب كانت غير تقليدية تمامًا، إذ حول الحديث إلى مسألة أخرى تثير الجدل: احتياطات الذهب الأمريكية في فورت نوكس.
وقال ترامب: “لنتأكد من أن الذهب هناك”، في إشارة إلى المستودع الشهير في ولاية كنتاكي، والذي يقال إنه يضم الاحتياطات الذهبية للولايات المتحدة. وعندما استفسر أحد الصحفيين: “أين قد يكون الذهب إذا لم يكن هناك؟”، أجاب ترامب قائلاً: “إذا لم يكن الذهب هناك، سنكون غاضبين جدًا.”
هذه التصريحات لم تكن مفاجئة فقط، بل أضافت وقودًا جديدًا للجدل الذي بدأه إيلون ماسك، الذي كان يرافق الرئيس على متن الطائرة. فقد أثار ماسك هذا الموضوع في وقت سابق على منصته “إكس” (المعروفة سابقًا بتويتر)، حيث نشر عدة تغريدات تساءل فيها عن صحة وجود الذهب في فورت نوكس. وكتب قائلاً: “من الذي يؤكد أن الذهب لم يُسرق من فورت نوكس؟” وأضاف: “ربما هو هناك، وربما لا.” كما تفاعل ماسك بشكل مثير مع اقتراحات متابعين بخصوص بث مباشر لفحص المستودع، مما جعل الجدل يتسارع.
ويُعتبر فورت نوكس، الذي تأسس في عام 1936، رمزًا للأمن المالي الأمريكي، حيث يُقال إنه يحتوي على حوالي 147 مليون أونصة من الذهب، ما يعادل 425 مليار دولار أمريكي بالقيمة الحالية. ورغم أهمية هذا المخزون الهائل، يبقى فورت نوكس محاطًا بالغموض، حيث لم يُسمح للصحافة أو العامة بدخول المستودع منذ عقود.
ورغم هذه الشائعات، جاء الرد الرسمي من سكوت بيسنت، وزير الخزانة الأمريكي، الذي أكد أن الوزارة تقوم بإجراء تدقيق سنوي على احتياطات الذهب في فورت نوكس. وأضاف بيسنت في لقاء مع الصحفي دان أودونيل أن “الذهب موجود وموثق بشكل كامل.” وعندما أشار أودونيل إلى تصريحات ماسك المتعلقة بفحص المستودع، أبدى بيسنت استعداده لتنظيم زيارة لأي عضو في مجلس الشيوخ يرغب في التحقق من محتويات فورت نوكس.
ورغم هذه التأكيدات الرسمية، يظل الغموض يلف فورت نوكس، ومع كل تصريح جديد من شخصيات بارزة مثل إيلون ماسك، يبقى السؤال قائمًا: هل الذهب في فورت نوكس آمن كما يُزعم؟ أم أن الشكوك حول هذا المخزون الغامض ستظل تثير الجدل بين الحين والآخر؟
