تراجعت أسعار الذهب في التعاملات الآسيوية يوم الأربعاء، بعد أن سجلت أعلى مستوى في أكثر من أسبوعين، وذلك على خلفية تجدد المخاوف بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، إثر محاولات الرئيس الأميركي دونالد ترامب إقالة إحدى أعضاء مجلس محافظي الفيدرالي.
وكان الذهب قد شهد ارتفاعًا في البداية عقب إعلان ترامب، في وقت متأخر من يوم الاثنين، عن رغبته في إقالة الحاكمة ليزا كوك بشكل فوري، على خلفية اتهامات تتعلق بعملية احتيال عقاري. وقد أدى هذا الإعلان إلى تراجع في قيمة الدولار، ما دعم أسعار الذهب والمعادن بشكل عام.
لكن الدولار تمكن من تعويض خسائره لاحقًا، واستقرت عوائد سندات الخزانة الأميركية، بعدما أكدت كوك والاحتياطي الفيدرالي أن الرئيس لا يملك صلاحية قانونية لعزلها من منصبها.
وتراجعت أسعار الذهب الفوري بنسبة 0.5% إلى 3,378.29 دولار للأونصة، في حين انخفضت العقود الآجلة لشهر أكتوبر بنسبة 0.1% إلى 3,428.70 دولار للأونصة.
وقد جاء ارتفاع الذهب هذا الأسبوع مدعومًا بإقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة، وسط تصاعد التوتر القانوني المحتمل بين ترامب وكوك، التي أكدت رفضها التنحي عن منصبها، وأعلنت أنها ستطعن في قرار الإقالة أمام القضاء، مشيرة إلى أن ترامب لا يملك مبررًا قانونيًا لاتخاذ مثل هذا القرار، وهو ما أيده الاحتياطي الفيدرالي أيضًا.
وأثارت هذه الخطوة من جانب ترامب مخاوف واسعة في الأسواق بشأن احتمال تدخل سياسي في عمل الاحتياطي الفيدرالي، الذي يُعرف تقليديًا باستقلاليته عن السلطة التنفيذية. وكان ترامب قد هدد في وقت سابق من هذا العام بعزل رئيس الفيدرالي جيروم باول، منتقدًا إياه بسبب عدم خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر.
وفي حال نجح ترامب في استبدال كوك بمرشح من اختياره، فقد يتمكن من الحصول على أغلبية في مجلس إدارة الفيدرالي المكوّن من سبعة أعضاء، ما يمنحه تأثيرًا أكبر على قرارات السياسة النقدية، خصوصًا فيما يتعلق بخفض أسعار الفائدة، وهي خطوة دأب على المطالبة بها.
وتشكل هذه الاحتمالات مصدر قلق للأسواق، خاصة في ظل تمسك الفيدرالي بسياسة حذرة تجاه المزيد من التيسير النقدي، بسبب المخاوف من تأثيرات تضخمية قد تنجم عن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب.
ورغم أن باول أبدى بعض الانفتاح على خفض محتمل للفائدة في سبتمبر، إلا أنه لم يلتزم بشكل صريح باتخاذ مثل هذه الخطوة.
من ناحية أخرى، فإن خفض أسعار الفائدة من شأنه أن يدعم أسعار الذهب والمعادن الأخرى.
وتعافى الدولار ليواصل صعوده متجاوزًا مستوى 98 نقطة، معوضًا بذلك خسائره السابقة في الأسبوع، كما استقرت عوائد سندات الخزانة بعد ارتفاعها الحاد في وقت سابق، وسط عمليات بيع في السوق.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.
