تحركت أسعار النفط بشكل محدود في التداولات الآسيوية مطلع الأسبوع بعد موجة هبوط قاربت 3% خلال الأيام الماضية. خام برنت لشهر يناير استقر قرب 62.45 دولار للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط إلى 57.91 دولار. هذا الهدوء النسبي يعكس حالة انتظار من جانب المتعاملين بعد تسجيل أدنى مستويات خلال شهر في نهاية الأسبوع السابق.
الأسواق تراقب التطورات المتعلقة بإطار السلام الجديد بين الولايات المتحدة وأوكرانيا. المسودة المعدّلة جاءت بعد اعتراضات سابقة من كييف وحلفائها، لكنها لا تزال تحتوي على نقاط خلافية حساسة مثل التنازل عن أراضٍ وتقليص القدرات العسكرية، إلى جانب الحاجة لضمانات أمنية واضحة. ورغم صعوبة الوصول لاتفاق سريع، مجرد الحديث عن حل محتمل يضغط على الأسعار عبر توقع عودة جزء من الإمدادات الروسية للسوق إذا تم تخفيف العقوبات.
بالتوازي، دخلت العقوبات الأميركية على Rosneft وLukoil حيز التنفيذ، وهو ما يغيّر مسارات التجارة النفطية ويقيّد عمليات الشراء والتمويل الدولية المرتبطة بالصادرات الروسية. هذه الإجراءات قد تدعم الأسعار في المدى القصير عبر تقليص المعروض الفعلي، لكن الأسواق تدرك أن أي تقدم في ملف السلام سيعزز فرص تخفيف القيود أو رفعها، ما يعيد المعروض تدريجياً ويُبقي التوازن هشاً بين العرض والطلب.
الضبابية المرتبطة بمسار الفائدة الأمريكية حدّت من شهية المستثمرين للسلع، لكن احتمالات خفض الفائدة الشهر المقبل ارتفعت بعد تصريحات من جون ويليامز، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، تشير إلى تحرك قريب في السياسة النقدية. في المقابل، سجّل الدولار أفضل أداء أسبوعي خلال ستة أسابيع، ما جعل النفط أعلى تكلفة لحاملي العملات الأخرى، وزاد الضغط على الأسعار في المدى القصير.
نتيجةً لتضارب تأثيرات الملفين السلام مقابل العقوبات يبقى المتعاملون في وضع مراقبة دون رغبة في بناء مراكز اتجاهية قوية. أي اختراق فوق مستويات 64–65 دولار لبرنت قد يشير إلى تعافٍ تقني، بينما كسر مناطق 61–60 دولار سيعزز السيناريو السلبي ويعيد اختبار قيعان أعمق في المدى القصير.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.
