واصلت أسعار النفط تراجعها للجلسة الثانية على التوالي، متأثرة بضعف شهية المخاطرة في الأسواق العالمية وتزايد القلق من تباطؤ الطلب، حيث تراجعت العقود الآجلة لخام برنت إلى نحو 62.18 دولارًا للبرميل وغرب تكساس الوسيط إلى 58.54 دولارًا، وهو أدنى مستوى في خمسة أشهر. هذه الحركة الهبوطية جاءت بعد تحذير وكالة الطاقة الدولية من احتمال حدوث فائض كبير في المعروض خلال عام 2026، ما دفع المتعاملين إلى إعادة تسعير موازين العرض والطلب في السوق.
وكشف تقرير الوكالة أن السوق قد تواجه فائضًا في المعروض يصل إلى 4 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2026، نتيجة ارتفاع الإنتاج داخل منظمة أوبك والمنافسين، في مقابل ضعف واضح في وتيرة الطلب العالمي. التقرير خفّض أيضًا تقديرات نمو الطلب لعامي 2025 و2026، في وقت تتبنى فيه أوبك موقفًا مغايرًا عبر رفع توقعاتها لنمو الاستهلاك وزيادة إنتاجها تدريجيًا لاستعادة حصتها السوقية، وهو ما يعزز مخاوف تخمة المعروض
في الوقت ذاته، أعاد التصعيد التجاري بين الولايات المتحدة والصين أجواء التوتر إلى الأسواق، بعد أن فرض البلدان رسوم موانئ إضافية وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 100%، إلى جانب تشديد القيود على صادرات البرمجيات الأميركية. كما أعلنت بكين توسيع قيود تصدير المعادن النادرة، وهو ما أثار مخاوف من تباطؤ النشاط التجاري العالمي وتراجع الطلب على الطاقة.
من الناحية الفنية، يواجه النفط ضغوطًا قوية قرب مناطق الدعم الحالية، ومع استمرار ضعف الزخم الشرائي يُتوقع بقاء الاتجاه الهابط مسيطرًا على المدى القصير ما لم تظهر إشارات لتعافٍ في الطلب أو خفض فعلي للإنتاج من جانب أوبك+. في المقابل، ينتظر المستثمرون بيانات المخزون الأميركي هذا الأسبوع لتقييم التوازن بين العرض والطلب، إذ من المرجح أن تؤكد الأرقام استمرار الضغوط البيعية في حال تسجيل ارتفاع جديد في المخزونات.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.
