ارتفعت أسعار النفط يوم الاثنين بعد قرار تحالف أوبك+ تأجيل زيادة الإنتاج في الربع الأول من العام المقبل، ما خفف من حدة المخاوف المتزايدة بشأن تخمة المعروض في الأسواق، إلا أن بيانات المصانع الضعيفة في آسيا حدّت من مكاسب الأسعار.
سجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعاً بنسبة 0.43% لتصل إلى 65.05 دولاراً للبرميل، فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.41% ليبلغ 61.23 دولاراً للبرميل.
وأعلن تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة الدول المصدّرة للنفط وحلفاءها، أنه سيزيد الإنتاج في ديسمبر بمقدار 137 ألف برميل يومياً، وهو نفس المعدل المتبع في أكتوبر ونوفمبر. وأوضح التحالف في بيان أن ثماني دول قررت وقف زيادات الإنتاج خلال يناير وفبراير ومارس 2026 بسبب العوامل الموسمية.
وقال وارن باترسون، رئيس أبحاث السلع في بنك ING، إن القرار يعكس اعترافاً من أوبك+ بوجود فائض كبير في المعروض بالسوق، خاصة في مطلع العام المقبل، مضيفاً أن حجم هذا الفائض لا يزال غير مؤكد، إذ يعتمد على مدى تأثير العقوبات الأمريكية على تدفقات النفط الروسي.
من جانبها، أشارت هليما كروفت، رئيسة استراتيجية السلع في بنك RBC كابيتال، إلى أن روسيا تظل عاملاً غير متوقع في مشهد الإمدادات، في ظل العقوبات الأمريكية المفروضة على شركتي “روسنفت” و”لوك أويل”، إلى جانب الهجمات المستمرة على البنية التحتية للطاقة الروسية بسبب الحرب في أوكرانيا. وأكدت أن تبني نهج حذر أمر مبرر في ظل الضبابية المحيطة بإمدادات الربع الأول وتوقعات ضعف الطلب.
وشنّت أوكرانيا هجوماً بطائرة مسيّرة استهدف ميناء توابسي، أحد أهم موانئ تصدير النفط الروسية على البحر الأسود، ما تسبب في اندلاع حريق وأضرار بإحدى السفن.
وتراجع كل من خام برنت وغرب تكساس الوسيط بأكثر من 2% في أكتوبر، مسجلين انخفاضاً للشهر الثالث على التوالي، ووصولاً إلى أدنى مستوى في خمسة أشهر في العشرين من أكتوبر نتيجة المخاوف من تخمة المعروض والضغوط الاقتصادية المرتبطة بالرسوم الأمريكية.
وأظهر استطلاع أجرته وكالة رويترز أن المحللين أبقوا على توقعاتهم لأسعار النفط دون تغيير يُذكر، مع توازن تأثير زيادة إنتاج أوبك+ وضعف الطلب مقابل المخاطر الجيوسياسية على الإمدادات، حيث تراوحت تقديرات فائض السوق النفطي بين 190 ألفاً إلى 3 ملايين برميل يومياً.
كما أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام ارتفع بمقدار 86 ألف برميل يومياً ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 13.8 مليون برميل يومياً في أغسطس.
وفي آسيا، أظهرت استطلاعات الأعمال استمرار الضغوط على مراكز التصنيع الكبرى خلال أكتوبر نتيجة ضعف الطلب الأمريكي والرسوم الجمركية المفروضة في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، مما أثر على طلبيات المصانع في المنطقة، وهي أكبر منطقة مستهلكة للنفط في العالم.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.
