تتجه أنظار أسواق النفط نحو الحدث الأبرز هذا الأسبوع مع تراجع خام غرب تكساس الوسيط (WTI) دون 70 دولارًا وسط أجواء من الترقب الحذر. الجميع في انتظار قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي حول أسعار الفائدة المقرر إصداره غدًا، بينما تظل المخاوف المتعلقة بتباطؤ الطلب الصيني عاملًا يضغط على توقعات السوق. وفي هذا السياق، تبقى التحركات المستقبلية لأسعار النفط مرتبطة بتطورات السوق العالمية وتوجهات السياسات النقدية والاقتصادية الكبرى.
أظهرت بيانات مبيعات التجزئة الصينية لشهر نوفمبر ضعفًا أكثر من المتوقع، ما زاد من المخاوف بشأن تراجع إنفاق المستهلكين في أكبر دولة مستوردة للنفط في العالم. وفقًا للبيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطني الصيني يوم الاثنين، سجلت مبيعات التجزئة نموًا بنسبة 3.0% على أساس سنوي في نوفمبر، وهو انخفاض من 4.8% في الشهر السابق وأقل من التوقعات التي كانت تشير إلى 4.6%. يرى المحللون أن هذا التراجع يُظهر إشارات سلبية، مع توقعات ضعيفة لارتفاع الطلب الصيني على النفط الخام.
من المتوقع أن يظل المشاركون في السوق حذرين قبيل قرار الاحتياطي الفيدرالي، مع احتمالية أن يقوم بعض المتداولين بجني الأرباح. التوقعات تشير إلى أن الفيدرالي سيقوم بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه هذا الشهر، مع التركيز على المؤتمر الصحفي المرافق والرسوم البيانية المعروفة بـ “dot-plot” للحصول على رؤى إضافية. كما أن التصريحات المتشددة من مسؤولي الفيدرالي قد تُعزز من قوة الدولار الأمريكي وتؤثر سلبًا على أسعار السلع الأساسية المقومة بالدولار.
على الجانب الآخر، قد تدعم المخاطر الجيوسياسية المرتبطة بالعقوبات المفروضة على دول منتجة رئيسية للنفط أسعار النفط الخام الأمريكي. وأشارت جانيت يلين، وزيرة الخزانة الأمريكية، مؤخرًا إلى إمكانية فرض عقوبات على المؤسسات المالية الصينية بهدف تعطيل التدفقات المالية المرتبطة بتمويل الصراعات المستمرة في شرق أوروبا. بالإضافة إلى ذلك، فإن فرض عقوبات مشددة على صادرات النفط الخام قد يوفر دعمًا إضافيًا لأسعار غرب تكساس الوسيط.
