من المرجح أن يُبقي البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة دون تغيير للمرة الثالثة على التوالي هذا الأسبوع، مستفيدًا من فترة نادرة تتسم بانخفاض التضخم واستقرار النمو الاقتصادي، رغم استمرار الضغوط الناتجة عن التحولات في التجارة العالمية.
البنك، الذي خفّض أسعار الفائدة بمقدار نقطتين مئويتين خلال العام الماضي حتى يونيو، يبدو في وضع انتظار حذر، إذ يرى أن التضخم قريب من المستوى المستهدف، وهي نقطة توازن لم تنجح فيها بنوك مركزية كبرى مثل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وبنك إنجلترا وبنك اليابان.
ورغم اتفاق جميع الاقتصاديين الذين استطلعت آراؤهم وكالة رويترز على عدم حدوث تغيير في الفائدة خلال اجتماع أكتوبر، فإن كريستين لاغارد قد تُبقي الباب مفتوحًا أمام خفض إضافي، خصوصًا أن السياسات الجمركية الأميركية المتقلبة ما زالت تلقي بظلالها على الاقتصاد الأوروبي، ما يرفع احتمالات تباطؤ التضخم أكثر من المطلوب.
وتشير لاغارد إلى أن البنك “في وضع جيد”، مؤكدة أن القرارات القادمة ستعتمد على البيانات الاقتصادية، وأن البنك لن يُبالغ في تعديل سياسته طالما أن الانحرافات عن هدف التضخم محدودة.
المعطيات الأخيرة جاءت متماشية مع توقعات البنك السابقة؛ فالنشاط الاقتصادي يسجل نموًا معتدلًا، وثقة الشركات الألمانية تتحسن مع تراجع حالة عدم اليقين التجاري. ومع ذلك، فإن القطاع الصناعي الأوروبي ما زال يعاني من ضعف الطلب، وهبوط الصادرات إلى الولايات المتحدة، وزيادة تدفق البضائع الصينية إلى الأسواق الأوروبية.
ويرى بنك أوف أمريكا أن تشديد الأوضاع المالية سيصعّب على البنك المركزي تجاهل خطر تراجع التضخم دون المستوى المستهدف في التوقعات المقبلة، بينما يشير فيليب لين، كبير الاقتصاديين في البنك، إلى أن هذا السيناريو قد يبرر خفضًا طفيفًا آخر في الفائدة قبل منتصف 2026.
في المقابل، ما زال معظم المحللين وصانعي السياسة يتوقعون استقرار الفائدة في مستوياتها الحالية، مدعومين بتراجع حالة عدم اليقين، وارتفاع الإنفاق الحكومي في ألمانيا، ووفرة المدخرات لدى الأسر الأوروبية.
وتُرجّح التقديرات أن التضخم قد ينخفض مؤقتًا العام المقبل قبل أن يعود تدريجيًا إلى المستهدف، على أن يكون الاختبار الحقيقي لسياسة البنك في ديسمبر المقبل، عندما يصدر توقعاته الاقتصادية الجديدة حتى عام 2028.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.




