تتنوع استراتيجيات وأساليب الاستثمار بين التداول التقديري والتداول الآلي، يمثل كل منهما مدرسة مختلفة في كيفية اتخاذ القرارات، وتُعتبر الأنظمة الآلية هي الخطوة الثانية فى وضع خطة الاستثمار بعد فهم كل من التحليل الفنى والتحليل الأساسى، ومع التطور التكنولوجي أصبح من الضروري تقييم نظام التداول الخاص بك باستمرار لتتأكد من فعاليته وبالتالي تستطيع تحسين نظام التداول بما يتناسب مع تغيرات الأسواق.
ما الفرق بين التداول التقديري والتداول الآلي؟
في التداول التقديري يتم تحديد الدخول أو الخروج من الصفقات عن طريق الحدس أما التداول الآلي يتم الدخول والخروج فيها ميكانيكيًا بواسطة جهاز كمبيوتر.
أي أنه في التداول التقديري يمارس المستثمر بعض حرية التصرف فى اتخاذ الصفقات، ويعتمد على تقديره الشخصى أو حدسه، الذي يمكن أن يتأثر أشياء كثيرة مثل:
- الأخبار.
- رؤية الأسعار عبر الشاشة.
- رؤية المحللين عبر القنوات المختلفة
- معرفة الشائعات من بعض السماسرة.
من ثم يتخذ القرار بعد ذلك بناء على رؤية شخصية مكونة من كل هذه المصادر معًا، الإ إن معظم الناس ليس لديهم الوقت والمعرفة والمعدات وسرعة الفكر للقيام بذلك.
أما التداول الآلي عادة ما يكون المُتاجر فيها هادئاً، وغير متسرع فى اتخاذ قراره إلى جانب أن قراره مبنى على أسباب برمجية منطقية على الأقل بالنسبة له، فهو يعتمد على دراسة الأسواق من الناحية الحسابية والإحصائية للشراء أو البيع، أي أنه نظام ميكانيكى يقلل مخاطر الخسارة، حيث أن التداول الآلي يعتمد على استراتيجية رقمية.
مثال على التداول الآلي
عند اختراق متوسط متحرك 10 لمتوسط متحرك 20 تتولد إشارة الشراء والعكس، وبذلك يكون المستثمر قراراته مبنية على شرط غير خاضع للحدس بل هو أمر آلى ينفذ بمجرد تحقق هذا الشرط.
التداول التقديري والتداول الآلي أيهما أفضل؟
النظام المزدوج هو الأفضل وهو عبارة عن مزيج بين الطريقة التقديرية والآلية عن طريق استخدامهما معًا مثل اتخاذ القرارات بناءًا على الطرق الآلية وتقييمها بناءًا على وجهة النظر التقديرية، إلا أن هذا الأمر يحتاج من الخبرة الكثير حتى لا يساء استخدامه لأنه لا يمكن اختبار النظام بدقة لأن العاطفة يمكن أن تدخل فى القرارات التجارية ويسبب أخطاء لا يمكن تحديدها كميًا.
معايير تقييم نظام التداول
الاعتماد على معيار الربح والخسارة فقط لتقييم نظام التداول الخاص بك هو أمر به الكثير من القصور، مما يتطلب معه العديد من العوامل الأخرى للحكم على قوة نظام التداول الخاص بك، فيما يلي سنذكر هذه العوامل أو المعايير التي يمكن أن تعتمد عليها في الحكم على قوة نظامك التداولي والتي من بينها:
1- نسبة الربح (Winning Percentage):
العديد من أنظمة التداول تحقق أرباحًا صافية جيدة مع نسبة خسائر صغيرة نوعًا ما، هذه الأنظمة في الغالب تتبع مبدأ “أوقف خسائرك بسرعة ودع أرباحك تستمر” ومع هذا النظام حتى لو تم إيقاف الخسائر 7 مرات وتحقيق الربح 3 مرات فقط يكون الناتج الإجمالى مكسب إيجابي وهذا طبقًا لمبدأ العائد إلى المخاطرة فحينما يكون العائد ضعف المخاطرة يكون الربح ضعف الخسارة.
2- عدد عمليات التداول فى الشهر (Number Of Trades Per Month):
أغلب أنظمة التداول تعطى حوالى من 2 الى 3 إشارات دخول أو خروج شهريًا، وهذا معدل بسيط نوعًا ما من وجهة نظر المضاربين لذا يزيدون من حجم الصفقة أو يخفضوا الإطار الزمنى.
3- معدل الوقت لكل صفقة (Average Time Per Trade):
هذا يعتمد على المتداول نفسه إن كان صبورًا بما يكفى لا يهمه الوقت مادامت أرباحه تنمو بشكل جيد، وعلى العكس فى حالة أن المتداول يكون ملولًا لذا يجب عليه أن يختار نظام تداول يعطى إشارات دخول وخروج بشكل سريع.
4- أعلى نسبة تراجع (Maximum Drawdown):
هي أكبر نسبة تراجع فى رأس المال حققها هذا النظام، حتى يعلم المتداول عند استخدامه لهذا النظام مدى المخاطرة التي من الممكن أن يتعرض لها مقارنة بالربح الذي يحققه هذا النظام.
5- أقصى عدد خسائر متتالية (Most Consecutive Losses):
يعتبر عامل عدد الخسائر المتتالية من أهم العوامل للحكم على قوة النظام، حيث يساعدك هذا العامل فى تحديد أقصى عدد من الخسائر المتتالية، والتى قد تفقدك نسبة كبيرة من رأس مالك ومدى قوة النظام على التراجع مرة أخرى وتعويض هذه الخسائر.
كيفية تحسين نظام التداول
بمجرد أن يتعلم المتداول كيفية تطوير الأنظمة والاستراتيجيات فإنه يمكنه حينها اختبارها أيضًا، عند هذه النقطة ربما قد يجد أنه من الأفضل استخدام النظام الذى أسسه لأنه سيكون من الصعب على نحو متزايد إيجاد نظام أكثر ملائمة لأهدافه الربحية ضمن مستويات قدرته على تحمل المخاطرة.
بمجرد أن يقوم المتداول بتطوير النظام إلى مستوى معقول من الكفاءة فمن المرجح أنه سوف يحصل على أنظمة تداول أخرى فقط لتشريحهم والحصول على الأجزاء التي أعجبته كى يقوم بإضافتها إلى نظامه الخاص.
شروط نظام التداول الجيد
- أن يكون ذو معدل توقع جيد يزيد عن مؤشر السوق المتداول فيه.
- القدرة على العمل مع أكثر من سوق مالى مختلف.
- يكون لديه قوة في ضبط المخاطر لأدنى حد بحيث لا يزيد معدل انخفاض رأس المال سنويًا عن 20% فى أى وقت من الأوقات.
في النهاية سواء اخترت أي من التداول التقديري والتداول الآلي يبقى الأساس في كيفية إدارة المخاطر في التداول بشكل جيد، وقدرتك على تطوير استراتيجيتك وخلق استراتيجية متوازنة، وتقييم نظام التداول الخاص بك بشكل دوري يفتح لك المجال لاكتشاف نقاط قوتك وضعفك، وذلك يتيح لك تحسين نظام التداول وخلق خطط أكثر فعالية ومرونة.
Muchas gracias. ?Como puedo iniciar sesion?