ارتفعت أسعار الذهب إلى مستوى قياسي جديد خلال التداولات الآسيوية يوم الثلاثاء، مواصلة مكاسبها الحادة في الجلسات الماضية، بدعم من تزايد التوقعات بخفض محتمل لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل، إلى جانب ضعف الدولار. كما تعزز الإقبال على الذهب كملاذ آمن في ظل تصاعد التوترات السياسية، خصوصًا في فرنسا، بعد استقالة رئيس الوزراء إثر خسارته تصويت الثقة في الجمعية الوطنية. وفي آسيا، أدت حالة من عدم اليقين السياسي إلى مزيد من الدعم للذهب، تزامناً مع تصاعد التوترات الجيوسياسية، خاصة بعد هجوم دموي جديد أدى إلى تجدد الحديث عن فرض عقوبات أمريكية إضافية على روسيا.
تزامن هذا الارتفاع مع تداول الذهب الفوري بزيادة بلغت 0.6% عند مستوى قياسي تجاوز 3,650 دولارًا، في حين وصلت العقود الآجلة للذهب لأعلى مستوياتها عند نحو 3,695 دولارًا.
جاءت هذه القفزة في أسعار الذهب بعد سلسلة من البيانات الاقتصادية التي أظهرت تباطؤاً مستمراً في سوق العمل الأمريكي، أبرزها بيانات التوظيف التي أظهرت ضعفًا كبيرًا في خلق وظائف جديدة خلال أغسطس. وقد عززت هذه المعطيات التوقعات بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل، حيث تشير الأسواق إلى احتمالية تتجاوز 90% لخفض بمقدار 25 نقطة أساس، مع احتمالية ضئيلة لخفض أكبر.
وأشارت تصريحات من مسؤولين في البنك المركزي الأمريكي في الأسابيع الأخيرة إلى استعدادهم لخفض الفائدة في حال استمر الضعف في سوق العمل، لكنهم أبدوا في الوقت ذاته حذرهم من التضخم المرتفع، خاصة مع استمرار تأثير الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الأمريكية مؤخراً. وتترقب الأسواق صدور بيانات التضخم الأمريكية لهذا الشهر، وسط توقعات باستمرار الضغوط السعرية نتيجة الرسوم الجمركية التي بدأ تطبيقها مؤخرًا.
ويُعتبر خفض أسعار الفائدة عاملًا داعمًا للذهب والمعادن الثمينة عمومًا، نظراً لتراجع تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في الأصول غير المدرة للعائد مقارنةً بالسندات الحكومية.
وفي سياق متصل، شهدت أسواق المعادن الثمينة الأخرى ارتفاعًا أيضًا، حيث سجلت العقود الآجلة للبلاتين ارتفاعًا بنسبة 0.6%، فيما حافظت الفضة على مستوياتها المرتفعة بالقرب من أعلى سعر لها منذ 14 عامًا، رغم تراجعها الطفيف بنسبة 0.2%. وأشار محللون إلى أن حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الأمريكية على واردات النحاس أسهمت في تحول مسارات الإمداد من آسيا إلى الولايات المتحدة خلال النصف الأول من العام، مع توقعات بانعكاس هذا الاتجاه في النصف الثاني بعد تأجيل تنفيذ رسوم إضافية مؤقتًا.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.