سجل الدولار الأميركي ارتفاعاً طفيفاً اليوم الأربعاء، بعدما تبنّى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي نبرة حذرة بشأن المزيد من التيسير النقدي، في حين فشل اليورو في الاستفادة من الأنباء الإيجابية المتعلقة بأوكرانيا.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، بنسبة 0.2% ليصل إلى 97.080، متعافياً من خسائر سابقة.
وجدد رئيس الاحتياطي الفيدرالي موقفه الحذر حيال تخفيف السياسة النقدية خلال خطاب ألقاه أمام غرفة التجارة في رود آيلاند، مشيراً إلى أن البنك المركزي يواجه “وضعاً معقداً” في ظل استمرار المخاطر المرتبطة بارتفاع التضخم بوتيرة أسرع من المتوقع، في الوقت الذي يثير فيه ضعف نمو الوظائف قلقاً بشأن وضع سوق العمل.
ولم يقدم الرئيس إشارة واضحة بشأن توقيت الخفض التالي لأسعار الفائدة، موضحاً أن هناك مخاطرة في التحرك بسرعة مفرطة ما قد يؤدي إلى موجة تضخم جديدة، أو التباطؤ في التيسير، ما قد يرفع معدلات البطالة بشكل غير ضروري.
وكان الفيدرالي قد خفّض أسعار الفائدة في وقت سابق من هذا الشهر للمرة الأولى هذا العام، وتتوقع الأسواق حالياً خفضاً بمقدار ربع نقطة مئوية خلال كل من الاجتماعين المتبقيين للسياسة النقدية هذا العام. وأشارت تحليلات اقتصادية إلى أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي لا يزال يتبنى لهجة أكثر تشدداً مقارنة بإجماع لجنة السوق المفتوحة، كما عكسته توقعات النقاط المتوسطة لأعضاء اللجنة.
ورغم وجود بعض البيانات المرتقبة في قطاع الإسكان، إلا أنه من غير المرجّح أن تؤثر بشكل كبير على مزاج السوق في الوقت الحالي، في ظل غياب مؤثرات قوية من البيانات الاقتصادية أو تصريحات مسؤولي الفيدرالي.
وقد أبدى بعض المحللين موقفاً حذراً تجاه الدولار هذا الأسبوع، مشيرين إلى أن انخفاض نشاط السوق وقلة التصريحات الرسمية قد يبقيان الدولار قريباً من مستوياته الحالية أمام معظم عملات مجموعة العشر.
في المقابل، تراجع اليورو بنسبة 0.2% إلى 1.1794 أمام الدولار، على الرغم من تعليقات إيجابية منسوبة للرئيس الأميركي بشأن موقف أوكرانيا في الحرب مع روسيا. حيث عبّر عن اعتقاده بأن أوكرانيا قادرة على استعادة جميع الأراضي التي احتلتها روسيا منذ بداية الغزو، وذلك عقب لقائه بالرئيس الأوكراني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويُعد هذا تغييراً ملحوظاً في النبرة، خصوصاً بعدما كان قد أشار في وقت سابق إلى أن الطرفين قد يضطران إلى تقديم تنازلات إقليمية لإنهاء الحرب.
ورغم التغيير في اللهجة، لم تتفاعل الأسواق بشكل قوي مع هذه التصريحات، نظراً لغياب أي تقدم ملموس في مسار مفاوضات السلام حتى الآن. وأشارت تحليلات إلى وجود مخاطر سلبية إضافية على اليورو، ولا سيما على العملات الأوروبية ذات المخاطر الأعلى، في ظل تحذيرات من احتمالات تصعيد في حال تعرض المجال الجوي لحلف الناتو لانتهاكات روسية.
كما تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.3% إلى 1.3487، ليعود نحو أدنى مستوياته في أسبوعين والتي سجّلها الأسبوع الماضي.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.