شهد الدولار الأمريكي استقرارًا ملحوظًا عند أعلى مستوياته يوم الاثنين، مع محاولة المستثمرين استيعاب إعلانات التحفيز الصادرة من الصين نهاية الأسبوع، التي جاءت دون التوقعات. في الوقت ذاته، واصل اليورو تراجعه مع اقتراب اجتماع البنك المركزي الأوروبي، مما أدى إلى انخفاضه بنسبة 0.1% إلى 1.09285 دولار، حيث بات المستثمرون يترقبون خفضًا مرتقبًا لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع البنك في 17 أكتوبر. هذا يأتي مع البيانات التي أظهرت تراجعًا في نشاط منطقة اليورو.
وقد اشار استراتيجى بنك لويدز فى مذكره أن تأثيرات السياسة النقدية الحالية تتطلب وقتًا لتظهر، مما يجعل من الصعب الدعوة لمزيد من الانتظار قبل اتخاذ قرارات جديدة. وأضاف أن السياسة النقدية الحالية قد تكون شديدة التقييد. بالنسبة لرئيسة البنك المركزي الأوروبي، وستكون المهمة المعقدة هي كيفية التحدث عن التحول القادم في السياسة النقدية دون أن تثير قلق الأعضاء المتشددين داخل البنك الذين لا يزالون يركزون على التطورات السابقة.
وفيما يتعلق بالعملات، كانت تحركات السوق محدودة حيث كانت الأسواق اليابانية مغلقة بسبب عطلة يوم الرياضة، وكذلك أغلقت الأسواق الأمريكية للسندات في عطلة يوم كولومبوس. وعلى خلفية تلك الأحداث، استقر الجنيه الإسترليني عند مستوى قريب من أدنى مستوياته في شهر عند 1.30595 دولار.
ومؤشر الدولار استمر بالتحرك بالقرب من حاجز 103، متجاوزًا ذروته الأسبوع الماضي والتي كانت الأعلى منذ منتصف أغسطس. هذا الارتفاع مدفوع بتخفيض المتداولين رهاناتهم على خفض كبير آخر في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي خلال الاجتماعات المتبقية هذا العام.
وعلى صعيد أخر فى الأسواق الكبرى شهدت تحركات محدودة الأسبوع الماضي. فقد انخفض كل من الين واليورو بنحو 0.3%، بينما تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.4%، في حين ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.4%. وقد أظهرت بيانات الولايات المتحدة الأسبوع الماضي تضخمًا أعلى قليلاً من المتوقع، لكن ارتفاع طلبات البطالة حافظ على التوقعات بأن يقوم الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في نوفمبر وديسمبر.
كما يترقب المتداولون حاليًا بيانات مبيعات التجزئة ومطالبات البطالة في الولايات المتحدة يوم الخميس، بالإضافة إلى مراجعة البنك المركزي الأوروبي للسياسة النقدية. أما محافظ الاحتياطي الفيدرالي، الذي يدعم خفضًا أكبر لأسعار الفائدة بسبب مخاوفه من تباطؤ وتيرة التضخم، فمن المقرر أن يتحدث في وقت لاحق اليوم.
وفيما يتعلق بالتطورات في آسيا، كانت الأسواق تركز بشكل رئيسي على إعلان التحفيز المالي في الصين. فقد انخفض اليوان بنسبة 0.3% مقابل الدولار، في حين هبط الدولار الأسترالي، الذي يعتبر حساسًا للتطورات في الصين، بنسبة 0.3% ليصل إلى 0.67320 دولار.
وقد أعلنت الصين يوم السبت أنها ستزيد بشكل كبير من إصدار الديون الحكومية لتقديم الدعم المالي للأسر ذات الدخل المنخفض، وتعزيز سوق العقارات، وزيادة رأس مال البنوك الحكومية في محاولة لدفع عجلة النمو الاقتصادي المتباطئ. ورغم عدم تقديم تفاصيل محددة حول حجم هذا التحفيز.
وعلى صعيد أخر لنخفض اليوان في السوق المحلية بنحو 1% مقابل الدولار منذ 24 سبتمبر، بعد أن أطلق بنك الشعب الصيني أكثر الإجراءات التحفيزية جرأة منذ الجائحة. أما الدولار النيوزيلندي فقد تراجع بنسبة 0.3% إلى 0.60895 دولار، بعد أن انخفض بنسبة 0.8% الأسبوع الماضي نتيجة خفض البنك المركزي لأسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، مع التلميح لمزيد من التخفيضات.
في سوق العملات الرقمية، ارتفع البيتكوين بنسبة 1.8% ليصل إلى أعلى مستوى له في عشرة أيام عند 64,104 دولار، بينما سجل الإيثر ارتفاعًا بنسبة 3.1% ليصل إلى أعلى مستوى له في أسبوعين عند 2,546.35 دولار.