واصل زوج اليورو/الدولار ارتفاعه، متجاوزًا مستوى 1.1770، مدعومًا بضعف واسع النطاق في أداء الدولار الأمريكي، في ظل حالة عدم اليقين الناتجة عن إغلاق الحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة، وهو ما أبقى الضغوط على العملة الأمريكية قائمة. يأتي هذا الإغلاق نتيجة إخفاق الحزبين الرئيسيين في التوصل إلى اتفاق بشأن تمويل الحكومة، ما أثار مخاوف من تأخّر في صدور بيانات اقتصادية مهمة مثل تقرير الوظائف غير الزراعية، الذي يشكل عنصرًا رئيسيًا في تقييم سياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي النقدية.
وعلى الجانب الاقتصادي، لم تتمكن البيانات الأخيرة من دعم الدولار، حيث أظهرت أرقام فرص العمل في الولايات المتحدة زيادة طفيفة في عدد الوظائف الشاغرة، لكنها صاحبتها وتيرة توظيف أضعف، ما يعزز المخاوف من تباطؤ سوق العمل. ومن المتوقع أن تكشف بيانات التوظيف في القطاع الخاص عن وتيرة نمو ضعيفة، ما يعكس تراجعًا واضحًا مقارنة بمستويات العام الماضي.
في المقابل، تتركّز أنظار الأسواق الأوروبية على بيانات التضخم التمهيدية لشهر سبتمبر في منطقة اليورو، وسط توقعات بارتفاع معدل التضخم السنوي إلى 2.2% مقارنة بـ2% في أغسطس، مع استقرار معدل التضخم الأساسي عند 2.3%. وقد جاءت بيانات التضخم في ألمانيا، أكبر اقتصادات المنطقة، أعلى من المتوقع، حيث تسارع مؤشر أسعار المستهلكين إلى 2.4% على أساس سنوي، ما عزز التوقعات بأن تسجل منطقة اليورو قراءات مماثلة.
هذا الأداء القوي للتضخم قد يعزز من موقف الأعضاء المتشددين في البنك المركزي الأوروبي الداعين لمواصلة التشديد النقدي، ما يشكل عامل دعم إضافيًا للعملة الأوروبية، خاصة في ظل استمرار ضعف الدولار الأمريكي وتزايد الضغوط السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة.
بشكل عام، يواصل اليورو الاستفادة من ضعف الدولار، في وقت تترقب فيه الأسواق قراءات التضخم التي قد تحدد مسار السياسة النقدية المقبلة في كل من أوروبا والولايات المتحدة.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.
