قبل اجتماع الأسبوع المقبل، أوضح البنك المركزي الأوروبي (ECB) نيته في مواصلة خفض معدلات الفائدة، مع قليل الاعتراضات العلنية. وقد أكدت رئيسة البنك، كريستين لاغارد، بشكل قوي أن خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس يبدو مرجحًا، وأن سلسلة الخفض هذه ستستمر حتى في ظل ارتفاع معدلات التضخم.
على الرغم من ارتفاع التضخم، يركز البنك المركزي الأوروبي على تخفيف السياسة النقدية بسبب المخاوف من تباطؤ النمو واحتمال تراجع التضخم بشكل مفرط في المستقبل. وقد أظهرت محاضر اجتماع البنك في ديسمبر تحولًا نحو تبني نهج أكثر حذرًا، حيث تبين أن المزيد من الخفض يعتبر أمرًا ضروريًا لتحقيق أهداف البنك في النمو والتضخم.
مع أن معدل الإيداع الحالي عند 3% لا يزال يُعتبر مرتفعًا للغاية بالنسبة للاقتصاد الضعيف في منطقة اليورو، فإن الارتفاع الأخير في عوائد السندات قد صعَّب من الظروف المالية، مما يجعل من الضروري إجراء المزيد من التخفيضات في الفائدة. وعلى الرغم من أن البعض يعتقد أن السياسة النقدية لا يمكنها حل المشكلات العميقة التي تعاني منها المنطقة ، فإن الاضطرابات السياسية عبر منطقة اليورو قد تجبر البنك المركزي الأوروبي على اتخاذ إجراءات عاجلة.
وبالنظر إلى أن التضخم من المتوقع أن ينخفض في وقت لاحق من العام، فإن البنك المركزي الأوروبي قد يتغاضى عن الزيادة قصيرة الأمد في التضخم ويهدف إلى خفض الفائدة إلى مستويات محايدة (حوالي 2.5%). وإذا ظل الاقتصاد في منطقة اليورو أضعف من المتوقع، فإن المزيد من الخفض قد يصبح أمرًا لا مفر منه. بشكل عام، يبدو أن البنك المركزي الأوروبي عازم على خفض الفائدة حسب الحاجة لدعم الاقتصاد.