شهدت مؤشرات الأسهم الأوروبية تراجعات ملحوظة خلال جلسة الثلاثاء، نتيجة تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط، ما أدى إلى تراجع شهية المخاطرة لدى المستثمرين. تحركات عسكرية ودبلوماسية متسارعة زادت من حالة الضبابية، فدفعت المتعاملين إلى تقليص مراكزهم في القطاعات الحساسة، مع تراجع واضح في مؤشرات رئيسية مثل DAX وCAC التي كسرت مستويات دعم قصيرة الأجل.
من منظور فني، هذا السلوك يشير إلى احتمال استمرار الضغط البيعي ما لم تشهد الأوضاع السياسية استقرارًا. في المقابل، لم تخلُ الأسواق من بعض المرونة، حيث أظهر قطاع الطاقة استقرارًا نسبيًا مع ارتفاع طفيف بنسبة 0.3%، مستفيدًا من تحركات أسعار النفط التي تتأرجح بين موجات صعود وهبوط في نطاق عرضي محدود. هذا التوازن في الأسعار يعكس صراع قوى بين تأثيرات التوتر العسكري الإقليمي، وآمال تهدئة محتملة، بالإضافة إلى عدم وجود تعطيلات ملموسة في إمدادات النفط حتى الآن.
يترقب المستثمرون عن كثب نتائج اجتماع السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، وسط توقعات واسعة بتثبيت أسعار الفائدة عند المستويات الحالية. إلا أن العامل الأهم سيكون لغة البيان والقراءة المستقبلية للاقتصاد الأمريكي، والتي ستوجه توجهات الأسواق خلال الفترة القادمة.
فنيًا، مؤشر الدولار يتداول حول مستويات دعم محورية، وأي مؤشرات على تخفيف في السياسة النقدية ستقود إلى تصحيح هابط للدولار، ما سينعكس إيجابًا على الأصول المقومة به، مثل الذهب والنفط. هذا المناخ يعكس حالة ترقب حذرة في السوق، مع احتمالية زيادة التقلبات قبل وضوح الإشارات من الفيدرالي، ما يدفع المستثمرين إلى الحفاظ على مراكز دفاعية والبحث عن فرص انتقائية.
وسط الأداء الضعيف العام، برز قطاع الطاقة كواحد من القطاعات القليلة التي سجلت أداء إيجابيًا، مستفيدًا من تحركات النفط وارتفاع أسعاره على وقع استمرار التصعيد العسكري في الشرق الأوسط. أسهم كبرى شركات النفط الأوروبية مثل شل، بي بي، وتوتال إنرجي قادت مكاسب واضحة، في سلوك كلاسيكي للأسواق في أوقات عدم اليقين الجيوسياسي، حيث يبحث المستثمرون عن الأصول المرتبطة بالموارد الحيوية.
وعلى الصعيد الفني، خام برنت يختبر حاليًا مستويات مقاومة فنية مهمة قرب 77 دولارًا، حيث يشير اختراق هذه النقطة إلى احتمال تزايد الزخم الصعودي في المدى القريب. ورغم ذلك، تبقى الأسعار عرضة لتقلبات حادة، الأمر الذي يستوجب الحذر في توسيع المراكز الاستثمارية إلى حين استقرار المشهد السياسي والميداني.
في ظل التصعيد العسكري، بدأت تظهر مؤشرات على تحركات دبلوماسية أميركية تهدف إلى إعادة فتح قنوات الحوار مع الجانب الإيراني بشأن الملف النووي، في محاولة لاحتواء الأزمة. رغم أن السوق لم يستجب بقوة لهذه الأخبار بسبب عدم وجود اتفاق ملموس حتى الآن، إلا أن مجرد وجود نوايا للمفاوضات يمكن أن يخفف من حدة التوتر على المدى المتوسط.
هذا الغموض السياسي يعزز سيناريو التداول العرضي للسوق، ويجعل المستثمرين في حالة ترقب، حيث من المتوقع أن تؤثر التطورات الدبلوماسية بشكل مباشر على توجهات الأسواق والقطاعات ذات الصلة، خصوصًا الطاقة والأسواق الناشئة المرتبطة بالمنطقة.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.