بدأت المؤشرات الأوروبية تداولات اليوم على ارتفاعات طفيفة، مدفوعة بإعلانات أرباح قوية من عدد من الشركات الكبرى. هذا الزخم الإيجابي تزامن مع ترقّب المستثمرين لاجتماعات عدة بنوك مركزية، أبرزها بنك إنجلترا، الذي قد يحدد مسار السياسة النقدية في ظل الضغوط التضخمية وتباطؤ النمو.
رغم الصعود، حافظت الأسواق على نهج حذر، حيث أن أي إشارات من البنوك بشأن تعديل أسعار الفائدة سيكون لها تأثير مباشر على حركة السيولة وتوجهات الاستثمار في المرحلة المقبلة.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن عن مؤتمر صحفي مرتقب سيكشف فيه عن صفقة تجارية جديدة يُرجّح أن تكون مع بريطانيا، ما أعاد بعض التفاؤل للمستثمرين. التصريحات التي سبقتها إشارات إلى اتفاقات محتملة مع كل من اليابان وكوريا الجنوبية أعادت الآمال بشأن تراجع السياسات الحمائية التي أثقلت كاهل التجارة العالمية خلال السنوات الأخيرة.
في المقابل، سجّل اليوان الصيني تراجعًا طفيفًا رغم إعلان الصين والولايات المتحدة عن لقاء تجاري سيُعقد هذا الأسبوع في سويسرا. الأسواق ظلت متشككة، خاصة مع استمرار الرسوم الجمركية الأمريكية وغياب أي إشارات عن نية واشنطن في تقديم تنازلات حقيقية، وهو ما يحدّ من فرص إحراز تقدم فعلي في المفاوضات.
ارتفعت أسعار النفط خلال الجلسة، مدفوعة بتفاؤل بعودة الحوار بين واشنطن وبكين. أي انفراجة في العلاقات التجارية بين أكبر مستهلكين للطاقة عالميًا تُعد بمثابة دفعة قوية للطلب العالمي، ما يُبقي على النظرة الإيجابية للأسعار في الأجل القصير.
في المقابل، تراجعت أسعار الذهب بنسبة ملحوظة وسط ضغط من صعود الدولار الأمريكي، الذي واصل قوته أمام الين واليورو، مدعومًا بثبات السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي واستبعاده لأي خفض قريب في الفائدة.
في طوكيو، أغلق مؤشر نيكاي 225 مرتفعًا بنسبة 0.75%، ليبلغ أعلى مستوياته منذ شهر، مدعومًا بمكاسب في قطاعات العقارات، البنوك، والنسيج. هذا الارتفاع عكس تحسن ثقة المستثمرين في السوق المحلي، رغم الأجواء الحذرة عالميًا.
ورغم هذا الأداء الإيجابي، ارتفع مؤشر تقلب نيكاي بأكثر من 11%، وهو ما يشير إلى أن السوق قد يشهد تحركات أكثر حدة خلال الجلسات المقبلة. ويُعزى ذلك إلى حالة الترقب التي تسيطر على الأسواق العالمية، خصوصًا فيما يتعلق بمستقبل الفائدة الأمريكية، والتطورات الجيوسياسية والتجارية الجارية.