شهدت مؤشرات الأسهم الأوروبية حالة من التوازن خلال تداولات اليوم، حيث انشغل المستثمرون بقراءة نتائج أرباح الشركات وبيانات التضخم، وذلك بعد موجة صعود مدفوعة بتراجع حدة التوترات التجارية العالمية. ومؤشر DAX الألماني ارتفاعًا بنسبة 0.3%، بينما ظل CAC 40 الفرنسي دون تغيير يُذكر، وتراجع FTSE 100 البريطاني بشكل طفيف، في إشارة إلى حالة من الترقب والميل لجني الأرباح.
على صعيد البيانات الاقتصادية، أظهرت أرقام التضخم في ألمانيا تراجع المعدل السنوي إلى 2.2% في أبريل، ما يعزز التوقعات بأن المركزي الأوروبي قد يتجه لخفض جديد في أسعار الفائدة خلال الفترة القادمة. تصريحات محافظ بنك فرنسا دعمت هذا التوجه، مؤكدًا أن التضخم في منطقة اليورو لا يشكل تهديدًا في الوقت الراهن، على عكس الوضع في الولايات المتحدة الذي قد يشهد ارتفاعًا نتيجة التوترات التجارية.
من ناحية أداء الشركات، أعلنت عدة مؤسسات أوروبية كبرى عن نتائج فصلية تفوقت على التقديرات، وعلى رأسها Burberry وE.ON وFerrovial، مما عزز من ثقة المستثمرين في استمرارية التعافي الاقتصادي.
في المقابل، جاءت نتائج Telefonica دون التوقعات، بعد تسجيلها خسائر ناتجة عن خفض قيمة بعض الأصول في أمريكا اللاتينية، بينما توقعت Alstom ارتفاعًا في أرباحها التشغيلية خلال العام المالي المقبل، ما أعطى إشارات إيجابية على المدى المتوسط.
واصلت الأسواق الآسيوية اتجاهها الإيجابي، لا سيما في هونغ كونغ، حيث ارتفع مؤشر هانغ سينغ بنسبة 2% بفضل نتائج قوية لشركة JD.com، بالإضافة إلى تفاؤل بشأن أرباح مرتقبة لكل من تينسنت وعلي بابا. أما السوق الياباني، فقد شهد أداءً متفاوتًا، حيث أغلق مؤشر نيكي 225 على تراجع طفيف بنسبة 0.14%، في ظل ضغط من قطاعات الورق والنقل والاتصالات. هذا التراجع يُعد تصحيحًا فنيًا طبيعيًا بعد موجة صعود سابقة، وسط غياب محفزات داخلية قوية.
رغم التراجع العام، برزت أسهم بعينها بقوة، حيث صعدت Nexon بنسبة 17%، وارتفعت Takara Holdings بـ9.4%، بينما وصلت Marui Group إلى أعلى مستوياتها خلال خمس سنوات، وهو ما يعكس تركيز المستثمرين على الأسهم المرتبطة بنتائج مالية قوية.
أظهرت بيانات التضخم الأمريكية تباطؤًا مفاجئًا، مما أدى إلى تراجع الدولار الأمريكي أمام معظم العملات الرئيسية، وسط توقعات بعودة الفيدرالي إلى نغمة التيسير النقدي إذا استمر هذا الاتجاه. حيث سجل الدولار/ين انخفاضًا إلى 147.09، في حين تراجع اليورو/ين إلى 164.66، كما انخفض مؤشر الدولار إلى 100.70.
أما في أسواق السلع، فقد تراجع سعر الذهب الفوري إلى 3,237 دولارًا للأونصة، بفعل تراجع الطلب على الملاذات الآمنة مع تحسّن شهية المخاطرة. وفي قطاع الطاقة، انخفضت أسعار النفط بعد صدور بيانات أظهرت زيادة كبيرة في مخزونات الخام الأمريكية، حيث بلغ خام برنت 66.32 دولارًا، والخام الأمريكي 63.38 دولارًا للبرميل، مما يعكس قلقًا من استمرار الضغوط على جانب الطلب.