حافظت أسعار النفط على مسارها الصاعد خلال تداولات اليوم، حيث ارتفع خام برنت إلى 75.98 دولارًا للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط إلى 72.01 دولارًا . هذا التحرك يعكس تماسك الأسعار عند مستوى 70 دولارًا، وهو مستوى دعم نفسي وفني مهم، مما يشير إلى استمرار الطلب القوي رغم التقلبات في الإمدادات العالمية.
وتعرضت الأسواق لضغوط من جهة الإمدادات، حيث أدى الهجوم الأوكراني على منشأة ضخ النفط الروسية إلى خفض تدفقات النفط عبر “كونسورتيوم بحر قزوين” بنسبة تصل إلى 40%، ما يعادل فقدان 380 ألف برميل يوميًا. بالتزامن مع ذلك، تسببت موجة البرد الشديدة في الولايات المتحدة في تقليص إنتاج النفط في “داكوتا الشمالية” بنحو 150 ألف برميل يوميًا، مما عزز من الاتجاه الصاعد للأسعار بسبب المخاوف من نقص المعروض.
مع استمرار هذه التحديات، تتزايد التكهنات حول احتمال قيام تحالف “أوبك+” بتأجيل خطته لزيادة الإنتاج المقررة في أبريل، وهو قرار قد يضيف مزيدًا من الزخم الصعودي للأسعار إذا تم تنفيذه. والتحالف يراقب بدقة تطورات السوق، خاصة مع استمرار الطلب القوي من الأسواق الآسيوية، مما قد يدفعه إلى إعادة تقييم استراتيجيته للحفاظ على التوازن في السوق.
وعلى الصعيد السياسي، تسعى الولايات المتحدة لإجراء محادثات مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وهو تطور قد يؤثر على تدفقات النفط في حال تخفيف العقوبات. لكن محللين يرون أن تأثير العقوبات يتركز أكثر على وجهة الصادرات الروسية وليس على حجم الإنتاج نفسه. في المقابل، قد تؤثر السياسات التي أعلنها ترامب، مثل فرض رسوم جمركية على السيارات وأشباه الموصلات، على الطلب العالمي على النفط، مما قد يضيف عنصرًا من عدم اليقين لحركة الأسعار في الفترة المقبلة.