شهدت الأسواق الأمريكية تراجعًا حادًا في الجلسة السابقة بعد التصريحات المثيرة التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، حيث انتقده لعدم اتخاذ خطوات لخفض أسعار الفائدة. هذه التصريحات أثارت قلقًا واسعًا بين المستثمرين حول استقلالية البنك المركزي الأمريكي ومدى تأثير السياسة النقدية المستقبلية على الاقتصاد، مما أدى إلى انخفاض جميع المؤشرات الرئيسية بأكثر من 2%.
مع بداية يوم الثلاثاء، شهدت العقود الآجلة للأسواق الأمريكية تحسنًا طفيفًا، لكن المعنويات ظلت هشة في ظل استمرار عدم اليقين بشأن الخطوات المستقبلية التي قد يتخذها ترامب تجاه باول. يترقب المستثمرون تطورات سياسة الرسوم الجمركية الأمريكية، بالإضافة إلى المفاوضات التجارية مع الدول الأخرى، في وقت لا يزال فيه من غير الواضح إذا كان ترامب يمتلك السلطة القانونية لإقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي. هذه العوامل تجعل الأسواق في حالة من الترقب والقلق المستمر.
الأنظار هذا الأسبوع تتركز على نتائج الشركات الكبرى، والتي ستمثل مؤشرات مهمة حول تأثير الرسوم الجمركية على أرباح الشركات. من بين الشركات التي ستعلن نتائجها هذا الأسبوع، تبرز هاليبرتون وفيريزون و3M، بالإضافة إلى تسلا، التي ستبدأ موسم الأرباح لشركات التكنولوجيا الكبرى. من المتوقع أن تعكس نتائج هذه الشركات كيفية تكيفها مع الظروف الاقتصادية الراهنة، وهو ما سيكون له تأثير كبير على توجهات السوق في الفترة القادمة.
في نفس الوقت، شهدت أسواق الأسهم تحسنًا طفيفًا في العقود الآجلة لمؤشرات داو جونز وS&P 500 وناسداك، مع صعود أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مثل إنفيديا وأمازون وأبل. ومع ذلك، تظل الأسواق تحت تأثير حالة من القلق المستمر، حيث يواصل المستثمرون التركيز على الأصول الآمنة مثل الذهب كملاذات آمنة في ظل الظروف الاقتصادية غير المستقرة. وفيما يتعلق بأسواق النفط، ارتفعت أسعار خام برنت بنسبة 1.5%، حيث وصلت إلى 67.22 دولارًا للبرميل، بعد التراجع الحاد في الجلسة السابقة، وسط المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية والتوترات الجيوسياسية.
ترقب المستثمرين لنتائج تسلا هذا الأسبوع هو أمر أساسي، حيث ستقدم هذه النتائج مؤشرات حاسمة حول صحة قطاع السيارات الكهربائية. تشير التوقعات إلى أن تسلا قد تواجه تحديات في الطلب على سياراتها، بالإضافة إلى تأثيرات الضغوط السياسية المحيطة بالرئيس التنفيذي إيلون ماسك. في المقابل، تظل أنظار السوق مركزة أيضًا على تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع للحصول على إشارات بشأن السياسة النقدية المستقبلية والتوجهات الاقتصادية في ظل التوترات الحالية.