شهدت أسواق المعادن الثمينة تحركات قوية خلال جلسة التداول الآسيوية، حيث واصل الذهب تحقيق مكاسب، فيما اندفعت الفضة إلى تسجيل قمة تاريخية جديدة، مدفوعة بتزايد القلق بشأن آفاق الاقتصاد الأميركي، وهو ما أعاد تنشيط الطلب على أدوات التحوط.
وجاء صعود الذهب مدعومًا بتراجع الثقة في قوة البيانات الاقتصادية الأميركية، إذ ارتفع المعدن الأصفر في السوق الفورية بنحو 0.8% ليقترب من اختبار قممه التاريخية، في وقت يواصل فيه المستثمرون إعادة تموضع محافظهم تحسبًا لمزيد من التقلبات الاقتصادية.
في المقابل، لفتت الفضة الأنظار بأداء استثنائي، مسجلة ارتفاعًا حادًا أوصلها إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، وسط توقعات متزايدة بحدوث عجز في المعروض خلال عام 2026، إلى جانب تصنيفها كمعدن استراتيجي، ما عزز الطلب الاستثماري عليها باعتبارها بديلًا تحوطيًا أقل تكلفة مقارنة بالذهب.
وامتدت حالة التفاؤل إلى بقية المعادن، حيث استفاد البلاتين من تحسّن شهية التحوط، بينما تلقّى النحاس دعمًا من التوقعات بإجراءات تحفيزية إضافية في الصين، الأمر الذي حدّ من الضغوط السلبية على الأسعار.
وعلى صعيد البيانات الاقتصادية، عززت المؤشرات الأميركية الأخيرة من حالة الحذر في الأسواق، بعد تسجيل معدل البطالة أعلى مستوى له في أربع سنوات، إلى جانب قراءات ضعيفة لمؤشرات مديري المشتريات وتباطؤ نمو مبيعات التجزئة، ما أعاد فتح النقاش حول قوة التعافي الاقتصادي.
وتزامن ذلك مع استمرار المخاوف المتعلقة بالسيولة في الأسواق الأميركية، خاصة في ظل عودة الاحتياطي الفيدرالي إلى شراء سندات الخزانة، وهو ما دعم التوقعات باتجاه السياسة النقدية لمزيد من التيسير خلال المرحلة المقبلة.
ورغم تحسن أرقام التوظيف خلال نوفمبر مقارنة بالتوقعات، فإن ارتفاع معدل البطالة إلى 4.6% قلّص من الأثر الإيجابي للتقرير، خاصة في ظل التشوهات الناتجة عن الإغلاق الحكومي السابق، ما دفع المستثمرين للتعامل مع البيانات بحذر وعدم البناء عليها بشكل كامل في تسعير السياسة النقدية. في هذا السياق، لا تزال بيانات التضخم المرتقبة تشكل العامل الحاسم في توجيه توقعات الأسواق، حيث من المتوقع أن تمنح قراءة أكثر وضوحًا بشأن قدرة الاقتصاد الأميركي على تحمل سياسة نقدية أقل تيسيرًا خلال الفترة المقبلة.
وفي ظل هذا المشهد، تبقى المعادن الثمينة مدعومة على المدى المتوسط، مع تركيز الأسواق على بيانات التضخم الأميركية المنتظرة، والتي قد تشكل نقطة تحول في تقييم مسار السياسة النقدية واتجاهات المستثمرين خلال الفترة القادمة.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.




