ارتفعت أسعار النفط خلال التعاملات الأوروبية يوم الاثنين بعد الخسائر الحادة التي سجلتها في الجلسة السابقة، في ظل فشل المحادثات التي تقودها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا في تحقيق اختراق ملموس، بينما حدّت المخاوف المستمرة بشأن فائض المعروض مع التوجه نحو عام 2026 من وتيرة المكاسب.
وصعدت عقود خام برنت الآجلة تسليم فبراير بنسبة 1.8% لتسجل 61.34 دولارًا للبرميل، كما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2% إلى 57.88 دولارًا للبرميل، بعد أن كان العقدان قد تراجعا بأكثر من 2.5% في الجلسة السابقة، ما أدى إلى محو معظم المكاسب التي تحققت في وقت سابق من الأسبوع.
وجاء هذا الارتداد بعد أن تضررت معنويات السوق مع تجدد الحديث عن المساعي الدبلوماسية، ما أثار آمالًا بقرب التوصل إلى نهاية للحرب المستمرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن المباحثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باتت قريبة جدًا، وربما قريبة للغاية، من اتفاق لإنهاء الصراع، إلا أن الزعيمين أقرّا في الوقت نفسه بأن عددًا من القضايا الأكثر تعقيدًا لا يزال دون حل.
وتبع ذلك سلسلة من التحركات الدبلوماسية التي قادتها الولايات المتحدة بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار، غير أن غياب تقدم ملموس ساعد أسعار النفط على الاستقرار، إذ قدّر المتعاملون أن التوصل إلى تسوية سريعة، وما قد يترتب عليها من عودة سريعة للإمدادات الروسية الخاضعة للعقوبات، لا يزال أمرًا غير مؤكد. ومن شأن أي اتفاق سلام موثوق أن يضغط في نهاية المطاف على أسعار النفط من خلال تقليص علاوة المخاطر الجيوسياسية التي دعمت السوق منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.
في المقابل، طغت على هذا الدعم مخاوف متزايدة من احتمال حدوث فائض في المعروض، حيث حذرت وكالات توقعات كبرى ومحللون من أن الإمدادات العالمية قد تتجاوز الطلب في عام 2026، مدفوعة بارتفاع الإنتاج من خارج أوبك وتباطؤ نمو الاستهلاك. ومع ذلك، تلقت الأسعار دعمًا إضافيًا مؤخرًا من التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا، إذ كثفت واشنطن ضغوطها على صادرات الخام الفنزويلي، بما في ذلك إجراءات استهدفت الشحنات والمشترين، ما أدى إلى تشديد الإمدادات القادمة من الدولة العضو في أوبك.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.
