Cannot fetch data from server.

أسهم نتفليكس وسبوتيفاي تحتفظ بقوتها، ولكن ليست محصنة ضد الركود

0 2

لطالما اعتُبرت خدمات مثل نتفليكس وسبوتيفاي من الركائز الأساسية لعصر الترفيه الرقمي، إذ لعبت دورًا محوريًا في إعادة تشكيل طريقة استهلاكنا للمحتوى. بفضل نماذج الاشتراك القوية وقواعد المستخدمين العالمية الضخمة، تمكنت هذه الشركات من مواجهة التحديات الاقتصادية بشكل أفضل من العديد من المنافسين. ومع ذلك، فإن استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي وازدياد حذر المستهلكين في إنفاقهم، بدأ يسلط الضوء على حقيقة مهمة: المرونة لا تعني المناعة الكاملة.

في هذا السياق، تمكنت هذه المنصات من الحفاظ على نمو ثابت في عدد المستخدمين والمشاركة، ويُعزى ذلك في المقام الأول إلى انخفاض تكلفتها الشهرية وسهولة الوصول إلى الإنترنت. ففي الأوقات الاقتصادية الصعبة، غالبًا ما يتجه المستهلكون إلى خفض الاشتراكات المكلفة أو تقليل الأنشطة الخارجية، مما يجعل الترفيه المنزلي خيارًا جذابًا ومناسبًا للميزانية. لكن، وعلى الرغم من هذه الميزة، تواجه حتى الاشتراكات منخفضة التكلفة ضغوطًا متزايدة، لا سيما في ظل تقلص دخل الأسر. وهنا، يراقب محللون ماليون عن كثب سلوك المشتركين، لا سيما أن الخطط المدعومة بالإعلانات، رغم جذبها لبعض الاهتمام، لا تزال تحقق إيرادات أقل بكثير لكل مستخدم مقارنةً بالخطط التقليدية. كما تعتمد بعض المنصات بشكل كبير على تحويل مستخدميها المجانيين إلى خطط مدفوعة، إذ تشكل الاشتراكات النسبة الكبرى من إيراداتها.

أسهم 15-4-2025

ورغم هذه التحديات، لا تزال تقييمات هذه الشركات مرتفعة في الأسواق المالية. إذ يتم تداول أسهمها بأضعاف كبيرة مقارنةً بالأرباح المتوقعة، ما يعكس ثقة المستثمرين في استمرار النمو. غير أن هذه التقييمات تكشف أيضًا عن هشاشة كامنة؛ فأي تباطؤ في نمو الاشتراكات أو تراجع في الإيرادات قد يؤدي إلى تراجع حاد في أسعار الأسهم. ويشير خبراء اقتصاديون إلى أن التوقعات المرتفعة تترك هامش خطأ ضئيلًا للغاية، الأمر الذي يجعل مؤشرات مثل معدل إلغاء الاشتراكات والإيرادات لكل مستخدم تحت رقابة دقيقة.

وفي محاولة لتعزيز مكانتها، تتجه هذه الشركات إلى تنويع مصادر دخلها من خلال دخول أسواق جديدة وتقديم خدمات إضافية. فعلى سبيل المثال، توسعت بعض المنصات في مجال الكتب الصوتية، بينما تطوّر أخرى منصات إعلانية خاصة بها، بل وتقوم بتجارب على المحتوى المباشر مثل الأحداث الرياضية والعروض الحية. ومع ذلك، فإن وتيرة التوسع تسير ببطء، حيث تواجه هذه المبادرات تحديات عدة، أبرزها المنافسة الشديدة من منصات كبرى وصعوبة إقناع المستخدمين بدفع المزيد في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة.

أسهم 15-4-2025

ورغم كل هذه العقبات، لا تزال التوقعات على المدى القصير إيجابية. حيث يتوقع خبراء في الأسواق المالية أن تحقق هذه الشركات نموًا في الإيرادات خلال الربع الثاني من العام، كما أن المستثمرين يترقبون نتائجها القادمة بتركيز خاص على أداء الخطط الإعلانية، ومعدلات النمو في قاعدة المستخدمين، إلى جانب تطورات العوائد في الأسواق العالمية.

في النهاية، وعلى الرغم من أن هذه المنصات الرقمية تتمتع بمكانة قوية نسبيًا مقارنة بشركات استهلاكية أخرى، إلا أنها ليست بمنأى عن تأثيرات الركود المحتمل. فإذا استمر التضخم أو تفاقمت المخاوف الاقتصادية، فقد تتعرض حتى هذه الخدمات، التي غالبًا ما تكون من آخر ما يُلغيه المستهلك، لضغوط ملحوظة. ويؤكد خبراء في الاقتصاد الرقمي أن في حال حدوث ركود فعلي، لا توجد اشتراكات يمكن اعتبارها محصّنة بالكامل.

كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداولLDN Global Markets.  

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.