شهدت أسعار النفط استقرارًا نسبيًا خلال جلسات التداول الأخيرة، حيث تحرك خام برنت حول مستوى 70.23 دولار للبرميل، بينما حافظ خام غرب تكساس الوسيط على تماسكه قرب 68.37 دولار. هذا التماسك يعكس حالة من التوازن بين ضغوط سياسية وتجارية خارجية، وبين عوامل دعم اقتصادية وفنية، وتزال تحافظ على مستويات سعرية مستقرة إلى حد ما.
التحركات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعلانه فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات النحاس، وزيادة مفاجئة في التعرفة على البرازيل، تؤكد تغيرًا في نبرة السياسة التجارية الأميركية نحو مزيد من الحمائية. وقد شملت هذه الإجراءات شركاء رئيسيين مثل كوريا الجنوبية واليابان. هذه التوجهات خلقت بيئة من الضبابية، وأجبرت الأسواق على إعادة تسعير توقعاتها تجاه نمو الطلب على الطاقة، في ظل مخاوف حقيقية من تباطؤ اقتصادي واسع النطاق، خاصة في الأسواق الناشئة.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية ارتفاعًا غير متوقع في مخزونات الخام بمقدار 7.07 ملايين برميل، وهو أعلى مستوى أسبوعي منذ يناير، ما شكل مفاجأة للأسواق التي كانت تتوقع انخفاضًا بنحو مليوني برميل. ورغم هذا الارتفاع في المخزون العام، فقد تراجعت مخزونات البنزين بأكثر من 2.6 مليون برميل، وهو ما يعكس استمرار الطلب القوي على الوقود خلال موسم السفر الصيفي.
أعلنت أوبك+ عن نيتها رفع إنتاجها اعتبارًا من أغسطس بمقدار 548 ألف برميل يوميًا، لكن فعالية هذا القرار لا تزال محل شك في ظل استمرار تجاوز بعض الأعضاء لحصصهم، وعدم قدرة آخرين مثل روسيا على تلبية أهداف الإنتاج بسبب عوامل لوجستية. ومع وجود إشارات تباطؤ في الطلب العالمي، يبقى التوقيت حساسًا، ويجعل من الصعب التنبؤ باتجاه الأسعار في الأجل القصير دون تدخلات إضافية أو تغييرات في السياسة النقدية.
تتوقع UBS أن يشهد سوق التكرير العالمي نقصًا في المعروض خلال العامين المقبلين نتيجة لتأخير بعض المشاريع الجديدة، من بينها تأجيل تشغيل مصفاة “بارمر” في الهند، بالإضافة إلى إغلاقات مؤكدة أو محتملة في مصافي “بينيشيا” الأميركية و”ليندسي” البريطانية. هذه التغييرات قد تؤدي إلى فجوة في المعروض تتراوح بين 200 و700 ألف برميل يوميًا خلال 2025–2026.
على جانب الطلب، رفعت UBS تقديراتها متوقعة نموًا بنحو 0.4 مليون برميل يوميًا في 2025، و0.6 مليون برميل يوميًا في 2026. يأتي هذا التحسن مدعومًا بتوقعات نمو اقتصادي عالمي بلغت 2.8% في 2025 و2.7% في 2026، فضلًا عن ضعف العملة الأميركية، ما يُحفّز الاستهلاك في الدول المستوردة للطاقة.
رغم تقلبات الربع الثاني، التي تأثرت جزئيًا بتوترات الشرق الأوسط، رفعت UBS تقديراتها لهوامش التكرير الأوروبية إلى 5.7 دولارات للبرميل في 2025، و4.2 دولارات في 2026. هذا يعكس تحسّنًا في هوامش الربحية رغم استمرار ضعف في بنية الإمدادات، خاصة فيما يتعلق بنواتج التقطير الوسطى.
رغم التعديلات الإيجابية على المدى القصير، ترى UBS أن السوق الأوروبية بحاجة إلى إغلاق ما يفوق 3 ملايين برميل يوميًا من طاقات التكرير بحلول نهاية 2027، للعودة إلى مستويات التوازن التي كانت سائدة قبل جائحة كورونا. وتُعد مصفاة “ليندسي” مؤشرًا واضحًا على الحاجة إلى إعادة هيكلة واسعة في قطاع التكرير الأوروبي خلال المرحلة المقبلة.
كن على إطلاع بالأسواق العالمية من خلال تحليلاتنا السابقة كما يمكنك الاستفادة الآن من خدمات شركة LDN عبر منصة تداول LDN Global Markets.